وفي الحلية : « وكان الزهري إذا ذكر علي بن الحسين يبكي ويقول : زين العابدين » [1] . ولقد جاء وصفه عليه السلام ب ( سيد العابدين ) أو ( زين العابدين ) في سائر الكتب المذكورة فيها أحواله وترجمته [2] . فهل يكفي هذا القدر لبيان كذب الرجل ؟ ! ورابعاً : لقد ذكر أشياء لا بدّ من التحقيق حولها : أخذه عن أبي ه وابن عباس و . . . فإن الإمام زين العابدين أخذ عن أبي ه الإمام الحسين الشهيد ، والحسين السبط أخذ عن والده أمير المؤمنين عليهم السّلام ، وهو عن رسول ربّ العالمين صلّى اللّه عليه وآله . وحسب السجّاد أخذه عن والده ، فإنه حينئذ وارث علوم سيد النبيين صلّى اللّه عليه وآله ، وغنيٌّ عن الأخذ عن غيره ، لأن الذين ذكرهم لم يدانوه في العلم والفضل أصلاً ، بل فيهم من لا يعدّ من أهل العلم . ولا ريب في أن أفضل من ذكر اسمه - بعد الحسين عليه السلام - هو ابن عباس ، لكن كلّ ما عنده من العلم مأخوذ عن علي والحسنين صلوات اللّه وسلامه عليهم ، وهو بعض ما ورثه السّجاد عنهم . . . . ومن الإفك ما ذكره ابن تيمية من أنه أخذ عن عائشة ومروان بن الحكم ، فإن كلّ عاقل يعلم بأن لا نسبة بينه وبينهما في العلم والفضيلة ، ومع ما كان منهما بالنسبة إلى جدّه أمير المؤمنين وعمّه الحسن السبط الأكبر عليهم السّلام ، وما ورد في مروان بن الحكم اللّعين ابن اللّعين ! ! كما أن ما ذكره من أنه كان يتخطّى مجالس أكابر الناس . . . كذب واضح ، ولو كان