وإذا عرفت أن الوقوف مطلقاً أمام الكفر والجور ( جهاد ) وأن الموت في تلك الحال ( شهادة ) عرفت من الكاذب ! ! ثم قال ابن تيمية : « وأمّا قوله عن الحسن إنه لبس الصوف تحت ثيابه الفاخرة ، فهذا من جنس قوله في علي إنه كان يصلّي ألف ركعة . فإن هذا لا فضيلة فيه ، وهو كذب . أقول : إن هذا الرجل ، إمّا لا يفهم معنى العبادة والزهد وجهاد النفس ، وإمّا أن العناد لأهل البيت عليهم السّلام يحمله على إنكار حتى مثل هذه المناقب والمراتب لهم . . . . لكن العلاّمة قد كتب لمن يفهم العبادة وترويض النفس ، ويعترف بأن ذلك من الفضائل المؤهلة لأصحابها للاقتداء بهم في تلك الأعمال وغيرها ، وليشير إلى أن الفضل في أن يلبس الإنسان الخشن للّه فلا يعلم بذلك أحداً ، لا أن يلبسه للخلق ويتظاهر بذلك بين الناس فيجلب قلوبهم ويشتهر بالزهد فيهم ، كما كان يصنع غيرهم ، حتى صار الزهد علماً لهم ، وألّفت في ضلالاتهم الكتب ، وجاء هذا الرجل يقول : « وهذه كتب المسلمين التي ذكر فيها زهّاد الأمة ليس فيهم رافضي » ! بين الحسين وإبراهيم ابن رسول اللّه قال قدس سره : وأخذ النبي يوماً الحسين عليه السلام على فخذه الأيمن وولده إبراهيم على فخذه الأيسر ، فنزل عليه جبرئيل عليه السلام وقال : إن اللّه لم يكن ليجمع لك بينهما فاختر من شئت منهما . . . . الشرح : قال ابن تيمية : « هذا الحديث لم يروه أحد من أهل العلم ، ولا يعرف له إسناد ، ولا يعرف في شيء من كتب الحديث ، وهذا الناقل لم يذكر لنا إسناده ولا عزاه إلى كتب الحديث ، لكن ذكره على عادته من روايته أحاديث سائبة ، بلا زمام ولا خطام ، والنقل