والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا » ، وممن رواه من أهل السنة : الصفوري في نزهة المجالس ، والصديق القنوجي في السراج الوهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج في باب المناقب ، وفي الإتحاف بحب الأشراف : أنه صلّى اللّه عليه وآله قال لهما : « أنتما الإمامان ولأمّكما الشفاعة » [1] . وقد ذكر العلاّمة في الفصل الرابع من الكتاب أدلّة الإماميّة على إمامة باقي الأئمة عليهم السّلام ، فذكر فيها أنه صلّى اللّه عليه وآله قال للحسين عليه السلام : « هذا إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة » . وحينئذ ، يكون ما فعله الإمام الحسن عليه السلام وما فعله الإمام الحسين عليه السلام مرضيّاً للّه ورسوله بلا فرق أصلاً ، فكلاهما إمام معصوم قام بما كان واجباً عليه في زمان إمامته . زهدهما وعلمهما قال قدس سره : إمامَيْن بنصّ النبي صلّى اللّه عليه وآله ، وكانا أزهد الناس وأعلمهم في زمانهما . الشرح : وهذا أيضاً سكت عليه ابن تيمية ، وكأنه معترف بمفاد الأحاديث التي ذكرناها ، وعلى كلّ حال ، فإن نصّ النبي صلّى اللّه عليه وآله غير منحصر بهذه الأحاديث ، ومن أراد المزيد فليرجع إلى مظانّه . ثم قال ابن تيمية : « وأما كونهما أزهد الناس وأعلمهم في زمانهما . فهذا قول بلا دليل » [2] .
[1] الإتحاف بحب الأشراف : 129 ، نزهة المجالس 2 / 184 ، مناقب آل أبي طالب 3 / 163 . [2] منهاج السنّة 4 / 41 .