وقد زوَّج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله عليّاً عليه السلام ، ابنته الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء ، ولا يخفى فضل هذا التزويج ودلالته على أفضليّته عليه السلام ، لوجوه مستندة إلى روايات الفريقين في هذه القضيّة ، ونحن نكتفي بالإشارة إلى بعضها إجمالاً : فأمّا أوّلاً : فلأن اللّه تعالى هو الذي زوّج عليّاً بفاطمة وأمر بذلك النبي صلّى اللّه عليه وآله حيث قال له : « إني قد زوّجت فاطمة ابنتك من علي بن أبي طالب في الملأ الأعلى فزوّجها منه في الأرض » . وأمّا ثانياً : فلأن أبا بكر وعمر وغيرهما خطبوا فاطمة فردّهم الرسول صلّى اللّه عليه وآله قائلاً : « لم ينزل القضاء بعد » . وأمّا ثالثاً : فلأن فاطمة عليها السلام أفضل من الشيخين ، وهذا مما اعترف به بعض أكابر الأئمة والحفّاظ من أهل السنّة ، كمالك بن أنس وأبي القاسم السّهيلي ، لكونها بضعة من النبي ، لكن عليّاً عليه السلام كفؤها ، فلو لم يخلق ما كان لها كفؤ ، فهو أفضل منهما من هذه الناحية أيضاً . راجع للوقوف على الأحاديث المشار إليها في هذه الوجوه : مجمع الزوائد 9 / 204 ، الرياض النضرة 2 / 183 ، ذخائر العقبى 29 ، كنز العمال 6 / 153 ، 7 / 113 ، فيض القدير 2 / 215 ، 4 / 421 ، كنوز الحقائق 29 ، 124 ، الصواعق : 74 . فهل يقاس [1] سائر بنات النبي صلّى اللّه عليه وآله - على القول بكونهنّ من صلبه - بفاطمة عليها السلام ؟ وهل يقاس عثمان - على فرض كونه صهراً له على بنتيه - بعلي عليه السلام ؟ حتى يعارض تزويج علي بفاطمة بتزويج عثمان .