ولعلّه رضي اللّه عنه قد أخذ من ذلك المال حظّاً كما أخذ غيره منه . ونسي أمره عليه السلام بأن يتيّمم الجنب فقال : لا يتيّمم أبداً ولا يصلّي ما لم يجد الماء ، وذكّره بذلك عمّار . وأراد قسمة مال الكعبة ، حتى احتج عليه أبي بن كعب بأن النبي عليه السلام لم يفعل ذلك ، فأمسك . وكان يردُّ النساء اللّواتي حضن ونفرن قبل أنْ يودّعن البيت ، حتى أخبر بأن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أذن في ذلك ، فأمسك عن ردّهن . وكان يفاضل بين ديات الأصابع ، حتى بلغه عن النبي صلّى اللّه عليه وآله أمره بالمساواة بينها ، فترك قوله وأخذ المساواة . وكان يرى الدّية للعصبة فقط ، حتى أخبره الضحاك بن سفيان بأن النبي صلّى اللّه عليه وآله ورّث المرأة من الدّية ، فانصرف عمر إلى ذلك . ونهى عن المغالاة في مهور النساء استدلالاً بمهور النبي صلّى اللّه عليه وآله ، حتى ذكّرته امرأة بقوله اللّه عز وجل : ( وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا ) ، فرجع عن نهيه . وأراد رجم مجنونة حتى أُعلم [1] بقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : رفع القلم عن ثلاثة فأمر أن لا ترجم . وأمر برجم مولاة حاطب ، حتى ذكّره عثمان بأن الجاهل لا حدّ عليه فأمسك عن رجمها . وأنكر على حسّان الإنشاد في المسجد ، فأخبر هو وأبو هريرة أنه قد أنشد فيه بحضرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، فسكت عمر . وقد نهى عمر أن يسمّى بأسماء الأنبياء عليهم السّلام وهو يرى محمد بن مسلمة
[1] أعلمه أمير المؤمنين علي عليه السلام ، والخبر بذلك مشهور ، لكن ابن حزم لم يشأ أن يصرح بذلك والحال أنه صرح في الموارد الأخرى باسم القائل ! !