« ووجدنا الصاحب من الصحابة رضي اللّه عنهم يبلغه الحديث فيتأول فيه تأويلا يخرجه به عن ظاهره ، ووجدناهم رضي اللّه عنهم يقرّون ويعترفون بأنهم لم يبلغهم كثير من السنن ، وهكذا الحديث المشهور عن أبي هريرة : إن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق ، وإن إخواني من الأنصار كان يشغلهم القيام على أموالهم ، وهكذا قال البراء . . . قال : ما كلّ ما نحدّثكموه سمعناه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، ولكن حدثنا أصحابنا ، وكانت تشغلنا رعية الإبل . وهذا أبو بكر رضي اللّه عنه لم يعرف فرض ميراث الجدّة وعرفه محمد ابن مسلمة والمغيرة بن شعبة ، وقد سأل أبو بكر رضي اللّه عنه عائشة : في كم كفِّن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ؟ وهذا عمر رضي اللّه عنه يقول في حديث الاستئذان : أُخفي علي هذا من أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ؟ ألهاني الصفق في السوق . وقد جهل أيضاً أمر إملاص المرأة وعرفه غيره ، وغضب على عيينة بن حصن ، حتى ذكَّره الحر بن قيس بن حصن بقوله تعالى : ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلينَ ) . وخفي عليه أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بإجلاء اليهود والنصارى من جزيرة العرب إلى آخر خلافته ، وخفي على أبي بكر رضي اللّه عنه قبله أيضاً طول مدة خلافته ، فلما بلغ عمر أمر بإجلائهم فلم يترك بها منهم أحداً . وخفي على عمر أيضاً أمره عليه السلام بترك الإقدام على الوباء ، وعرف ذلك عبد الرحمن بن عوف . وسأل عمر أبا واقد اللّيثي عمّا كان يقرأ به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في صلاتي الفطر والأضحى ، هذا ، وقد صلاّهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أعواماً كثيرة . ولم يدر ما يصنع بالمجوس حتى ذكّره عبد الرحمن بأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فيهم . ونسي قبوله عليه السلام الجزية من مجوس البحرين وهو أمر مشهور ،