يغدو عليه ويروح وهو أحد الصحابة الجلّة منهم ، ويرى أبا أيوب الأنصاري وأبا موسى الأشعري وهما لا يعرفان إلا بكناهما من الصحابة ، ويرى محمد بن أبي بكر الصّديق وقد ولد بحضرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في حجة الوداع ، واستفتته أمه إذ ولدته ماذا تصنع في إحرامها وهي نفساء . وقد علم يقيناً أن النبي صلّى اللّه عليه وآله علم بأسماء من ذكرنا وبكناهم بلا شك ، وأقرّهم عليها ودعاهم بها ولم يغيّر شيئاً من ذلك ، فلما أخبره طلحة وصهيب عن النبي صلّى اللّه عليه وآله بإباحة ذلك أمسك عن النهي عنه . وهمّ بترك الرمي في الحج ، ثم ذكّر أن النبي صلّى اللّه عليه وآله فعله فقال : لا يجب لنا أن نتركه . وهذا عثمان رضي اللّه عنه ، فقد رووا عنه أنه بعث إلى الفريعة أخت أبي سعيد الخدري يسألها عما أفتاها به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في أمر عدّتها وأنه أخذ بذلك . وأمر برجم امرأة قد ولدت لستة أشهر ، فذكّره علي بالقرآن وأن الحمل قد يكون ستة أشهر ، فرجع عن الأمر برجمها . . . . وهذه عائشة وأبو هريرة رضي اللّه عنهما خفي عليهما المسح على الخفّين وعلى ابن عمر معهما ، وعلمه جرير ولم يسلم إلا قبل موت النبي صلّى اللّه عليه وآله بأشهر ، وأقرت عائشة أنها لا علم لها به ، وأمرت بسؤال من يرجى عنده علم ذلك وهو علي رضي اللّه عنه . وهذه حفصة أم المؤمنين سئلت عن الوطي يجنب فيه الواطي أفيه غسل أم لا ؟ فقالت : لا علم لي . وهذا ابن عمر توقع أن يكون حدث نهي عن النبي صلّى اللّه عليه وآله عن كراء الأرض بعد أزيد من أربعين سنة من موت النبي صلّى اللّه عليه وآله فأمسك عنها ، وأقرّ أنهم كانوا يكرونها على عهد أبي بكر وعمر وعثمان ، ولم يقل أنه لا يمكن أن يخفى على هؤلاء ما يعرف رافع وجابر وأبو هريرة ، وهؤلاء إخواننا يقولون فيما اشتهوا ، لو