حرام في البحر ، ككلب الماء وخنزيره وإنسانه ، وهو قول الليث إلا في كلب الماء فإنه يرى إباحة كلب البرّ والبحر » [1] . قال قدس سره : وأباحوا الملاهي كالشطرنج والغناء . . . . الشرح : ولذا اشتهر هذا عمّن ذكرنا من الصحابة والتابعين ، وقد عمل به معهم من لا يحصى عددهم من علماء الأمصار وفضلائهم ؛ لأن فيها تنبيهاً على مكائد الحرب ووجوه الحزم وتدبير الجيوش ، وما بعث على هذا إن لم يكن ندباً مستحباً فأحرى أن لا يكون حظراً محرّماً . قاله الماوردي في كتاب الحاوي الكبير [2] . فروى الخطيب عن مولى سليمان بن يسار قال : « كان عمر بن الخطاب يمرّ بنا ونحن نلعب بالشطرنج فيسلّم علينا ولا ينهانا » . وروى أبو راشد قال : « رأيت أبا هريرة يدعو غلاماً فيلاعبه بالشطرنج » . وروي عن عبد الله بن عباس أنه كان يجيز الشطرنج ويلعب بها . وروي عن عبد الله بن الزبير أنه كان يلعب بالشطرنج ، فهؤلاء الصحابة . وأما التابعون ، فروي عن سعيد بن المسيب أنه كان يلعب بها . وروى أبو لؤلؤة قال : « رأيت الشعبي يلعب بالشطرنج مع الغرماء » . وروى راشد بن كريب قال : « رأيت عكرمة مولى ابن عباس أقيم قائماً في لعب الشطرنج » . وروي أن محمد بن سيرين كان يلعب بالشطرنج وقال : « هي لبُّ الرجال » . وفي المجموع : « ويكره اللعب بالشطرنج . . . ويكره الغناء » .