ولا نسمعه من الأجسام والأصوات ، وأن يرينا ما بَعُد منا . لا يقولون : إن هذا واقع . . . » [1] . وهذا اعتراف منه وقبول لما ذهبوا إليه ، والعلاّمة لم ينسب إليهم الوقوع بل التجويز ، ولو قالوا بالوقوع لحكم عليهم بالجنون المحض ! ! قال قدس سره : وذهبوا إلى أنه تعالى آمرٌ وناه في الأزل . . . . الشرح : قد اعترف ابن تيمية بأنه مذهب الأشاعرة وخاصّة الكلابية [2] ، وهم أتباع : عبد الله بن سعيد الكلابي القطان البصري المتوفى سنة 240 . عقيدة أهل السنّة في عصمة الأنبياء قال قدس سره : وذهب جميع من عدا الإماميّة والإسماعيليّة إلى أن الأنبياء والأئمة عليهم السّلام غير معصومين ، فجوّزوا بعثة من يجوز عليه الكذب والسّهو والخطأ والسرقة ! . . . . الشرح : قد ذكر فيما تقدّم عقيدة الإماميّة في العصمة ، وتبعهم القائلون بإمامة إسماعيل ابن الإمام جعفر الصادق عليه السلام . وذكر العلاّمة هنا عقيدة أهل السنّة . وممّا يدلّ على أن مذهبهم جواز صدور المعاصي حتى الكبائر عن الأنبياء حتى بعد البعثة : ما أخرجه البخاري ومسلم في كتابيهما ( الصحيحين ) - عند جمهورهم - عن أبي هريرة من أن سيدنا إبراهيم عليه السلام كذب ثلاث كذبات [3] . . . الأمر الذي بلغ في الفظاعة حدّاً جعل الفخر الرازي يقول : « نسبة الكذب إلى الراوي أولى من نسبته إلى
[1] منهاج السنة 3 / 349 . [2] منهاج السنة 3 / 353 . [3] البخاري 4 / 112 ، مسلم 7 / 98 .