ثم قال : يا غلام ممّن المعصية ؟ قال : يا شيخ ، لا تخلو من ثلاث : إما أن تكون من اللّه وليس من العبد شيء ، فليس للحكيم أن يأخذ عبده بما لم يفعله ، وإمّا أن تكون من العبد ومن اللّه ، واللّه أقوى الشريكين ، فليس للشريك الأكبر أن يأخذ الشريك الأصغر بذنبه ، وإمّا أن تكون من العبد وليس من اللّه شيء ، فإن شاء عفى وإن شاء عاقب . . » . رواه الشيخ المفيد ، وتلميذه السيد المرتضى ، والشيخ الطبرسي في كتابه الذي صرّح في أوّله بشهرة أسانيد الأخبار التي أوردها فيه [1] . قال قدس سره : وذهبت الأشاعرة إلى أن اللّه تعالى مرئيٌّ بالعين مع أنه مجرّد عن الجهات وقد قال تعالى : ( لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ ) وخالفوا الضرورة في أن المدرك بالعين يكون مقابلاً أو في حكمه ، وخالفوا جميع العقلاء في ذلك . الشرح : ذكر ابن تيمية : « أما إثبات رؤية اللّه تعالى بالأبصار في الآخرة ، فهو قول سلف الأمة وأئمتها وجماهير المسلمين من أهل المذاهب الأربعة وغيرها ، وقد تواترت فيه الأحاديث عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله عند علماء الحديث ، وجمهور القائلين بالرؤية يقولون يرى عياناً مواجهة كما هو المعروف بالعقل . . . وإذا كان كذلك ، فتقدير أن يكون بعض أهل السنّة المثبتين أخطأوا في بعض أحكامها ، لم يكن ذلك قدحاً في مذهب أهل السنّة والجماعة ، فإنا لا ندّعي العصمة لكلّ مصنّف منهم » [2] ! ! قال قدس سره : وذهبوا إلى تجويز أن يكون بين أيدينا جبال شاهقة من . . . . الشرح : قال ابن تيمية : « إن الأشعريّة تقول : إن اللّه قادر على أن يخلق بحضرتنا ما لا نراه
[1] الفصول المختارة من العيون والمحاسن : 72 - 73 ، الإحتجاج على أهل اللجاج 2 / 158 و 159 . [2] منهاج السنة 3 / 341 - 342 . وانظر : المواقف : 430 ، والملل والنحل 1 / 91 .