قال قدس سره : وذهب الأكثر منهم إلى أن اللّه تعالى يفعل القبائح . . . . الشرح : هذه من فروع مسألة الحسن والقبح العقليين ، فالإمامية ومن وافقهم من المعتزلة وغيرهم المثبتون لذلك يقولون : بأن اللّه تعالى لا يفعل القبيح ولا يخلّ بالواجب والأشاعرة المنكرون لذلك يلتزمون بجميع هذه الأمور ولوازمها . قال قدس سره : وهذا يستلزم أشياء شنيعة : . . . قال أبو هذيل العلاّف : حمار بشر أعقل من بشر . . . . الشرح : أبو الهذيل العلاّف : هو شيخ البصريين في الاعتزال ، له كتب ومقالات ، توفي سنة 227 . وبشر هو معاصره : بشر بن المعتمر البغدادي ، المتوفى سنة 210 ، كان يقول : الإنسان يخلق اللّون والطعم والرائحة والسمع والبصر على سبيل التولّد . كذا في المواقف [1] وغيرها . كلام الإمام الكاظم عليه السلام في أن المعصية ممّن ؟ قال قدس سره : ومنها : التقسيم الذي ذكره مولانا وسيّدنا موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام ، وقد سأله أبو حنيفة . . . . الشرح : أبو حنيفة هو : النعمان بن ثابت إمام الحنيفة المتوفّى سنة 150 . وقد اعترض ابن تيمية بأن : هذه الحكاية لم يذكر لها إسناد فلا تعرف صحّتها ، كيف والكذب عليها ظاهر ، فإن أبا حنيفة من المقرّين بالقدر باتفاق أهل المعرفة به وبمذهبه ، فكيف يحكى عن أبي حنيفة أنه استصوب قول من يقول أن اللّه لم يخلق أفعال العباد ؟