قال قدس سره : وذهب بعضهم إلى أنه تعالى ينزل في كلّ ليلة جمعة على شكل أمرد حسن الوجه ، راكباً على حمار . . . وحكي عن بعض المنقطعين التاركين للدّنيا من شيوخ الحشوية أنه اجتاز عليه في بعض الأيام نَفَّاطٌ ومعه أمرد حسن الصورة قَطَطُ الشعر ، على الصفات التي يصفون ربّهم بها . . . وقالت الكراميّة : إن اللّه تعالى في جهة فوق ، ولم يعلموا أن كلّ ما هو في جهة فهو محدث ، ومحتاج إلى تلك الجهة . الشرح : الكرّامية : هم أصحاب أبي عبد اللّه محمد بن كرَّام المتوفّى سنة 255 . قال الشهرستاني : « نصّ أبو عبد الله على أن معبوده على العرش استقراراً ، وعلى أنه بجهة فوق ذاتاً » [1] ، وفي المواقف عنه : « إن اللّه على العرش من جهة العلوّ » [2] . وقد بلغ من شذوذ الحنابلة وتجسيمهم أن أبا الفرج ابن الجوزي المتوفى سنة 597 - وهو أحد أئمتهم - ردّ عليهم ، واستنكر شذوذهم وافتراءاتهم على اللّه تعالى ، في كتاب مفرد منتشر في العالم . قال قدس سره : وذهب آخرون إلى أن اللّه تعالى لا يقدر على مثل مقدور العبد ! . وآخرون إلى أنه لا يقدر على عين مقدور العبد ! الشرح : قال التفتازاني : « فهو بكلّ شيء عليم وعلى كلّ شيء قدير ، لا كما زعم البلخي أنه لا يقدر على مثل مقدور العبد ، وعامّة المعتزلة أنه لا يقدر على نفس مقدور العبد » [3] .
[1] الملل والنحل 1 / 108 . [2] المواقف في علم الكلام 3 / 716 ، وشرحها 8 / 399 . [3] شرح العقائد النسفية : 73 .