مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * اِتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً ) » فذكر الآيات إلى آخرها [1] . موجز عقائد غير الإمامية وما يرد عليها قال قدس سره : أما باقي المسلمين فقد ذهبوا كلّ مذهب . . . . الشرح : لا يخفى أن مراده من ( باقي المسلمين ) هو الأعمّ من الأشاعرة والمعتزلة . ولم ينكر ابن تيمية ما نسبه العلاّمة رحمه اللّه من هذه المذاهب إلى طوائف أهل السنّة وعلمائهم ، حتى أنه قال في موضع : « قد قلنا غير مرة : نحن لا ننكر أن يكون في بعض أهل السنّة من يقول الخطأ » [2] . إلا أنه يقول : هذه العقيدة ليست لجميع أهل السنّة ، أو إن الزيدية تشاركهم فيها . لكن العلاّمة رحمه اللّه ذكر لكلّ فرقة من فرق أهل السنّة مذهبها ، ولم ينسب مذهباً لأحدها إلى غيرها ، كما أن مشاركة الزيديّة لأهل السنّة في بعض العقائد - إنْ ثبتت - لا يضرّ ما هو بصدده . ثم إن عمدة ما ذكره العلاّمة رحمه اللّه عنهم مسألة أن اللّه جسم ، وأن صفاته ليست ذاتيّة . . . وقد اضطرب ابن تيمية في هذا الموضع اضطراباً شديداً ، فشرّق وغرّب ، وأرعد وأبرق . . . ولكنه لم يأت بشيء . وكان أهمّ ما تذرّع به وكررّه : أن التجسيم مضاف إلى بعض قدماء الإماميّة ، كهشام بن الحكم . . . إلا أنها فرية سبقه إليها غيره ، وما زال أبناء طائفته يردّدونها ذاهلين عن حقيقة الحال أو متجاهلين واقع عقيدة هذا الرجل العظيم . . . فإن الذي ينقل عنه قوله بأن اللّه جسم لا كالأجسام . . . وقد ثبت أنه لم يكن قائلاً بالتجسيم ، ولا أن مقولته