وخامساً : لقد تعلّم مشاهير الصحابة وتلمَّذوا على أمير المؤمنين عليه السلام في العلوم المختلفة ، ورجعوا إليه في المشكلات ، وهذا أمر مشهور كما اعترف به كبار العلماء ، كالنووي في ( تهذيب الأسماء واللغات ) [1] . والواجب على أهل كلّ زمان هو الرجوع إلى الإمام المعصوم في ذلك الزمان ، المنصوص عليه من قبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، والتعلّم منه ، وقد فعل ذلك جماعة من علماء القوم المعاصرين للأئمة الطاهرين ، وفيهم بعض العلماء الذين ذكرهم هذا الرجل زاعماً أعلميّتهم ووجوب تعلّم الأئمة منهم ! ! وسنرى ذلك في تراجم الأئمة الأطهار في هذا الكتاب . وكيف يجوز أن يرجع أحد من طلاّب العلم - فكيف بالعسكريين الإمامين المعصومين - إلى أناس يستندون في فتاواهم إلى القياسات والاستحسانات ، ويترك ما ورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله عن جبرئيل عن اللّه عزّ وجل ، بواسطة الأئمة المعصومين ؟ وإذا كان هذا موقف ابن تيمية من أئمة أهل البيت الطاهرين عليهم السّلام ، فما ظنّك بموقفه من شيعتهم ؟ فإن كتابه مملوء - ولا سيّما في هذه المواضع - بالسبّ والشتم والتكفير . . . وأمثال هذه الأشياء التي يلتجئ إليها عادة المبطلون إذا أحرجوا في المسائل . . . أنظر إليه يقول في موضع : « . . . وهذا دأب الرافضة دائماً يتجاوزون عن جماعة المسلمين إلى اليهود والنصارى والمشركين في الأقوال والموالاة والمعاونة والقتال وغير ذلك ، ومن أضلّ من قوم يعادون السّابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار ، ويوالون المنافقين والكفار ؟ وقد قال اللّه تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ