وأمثالهما ، فإن الواحد من هؤلاء لأعلم بدين اللّه ورسوله من العسكريين أنفسهما ، فلو أفتاه أحدهما بفتيا كان رجوعه إلى اجتهاده أولى من رجوعه إلى فتيا أحدهما ، بل ذلك هو الواجب عليه » [1] . أقول : أوّلاً : إن كلّ واحد من الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام علمه من اللّه وموروث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، فكيف يكون الواحد من هؤلاء أعلم من الواحد منهم ؟ بل لو جمعت علوم كلّهم لما بلغ عشر معشار علم الواحد منهم . . . . وثانياً : لقد اعترف بإمامة أئمة أهل البيت عليهم السّلام - في العلم وغيره من الصفات - كثير من أئمة أهل السنّة ومشاهير علمائهم . . . ولعلّنا نذكر بعض تلك الكلمات فيما سيأتي ، حيث يذكر العلاّمة رحمه اللّه موجزاً من أحوال الأئمة عليهم السلام . . . الأمر الذي يؤكّد تعصّب ابن تيمية وشدّة عناده لأهل البيت . وثالثاً : إنه لا اتفاق بين السنّة على وصف هؤلاء الذين ذكرهم الرجل بما وصفهم به . . وهذا واضح لمن راجع تراجمهم وما قيل فيهم في كتب الرجال . ورابعاً : إن ما قاله الرجل في حق الأئمة عليهم السّلام ليس شيئاً جديداً من المناوئين للعترة الطاهرة ، فلقد قالوا مثله فيمن هو خير من العسكريين وأفضل . . . وهو مولانا أمير المؤمنين عليه السلام الذي ورد في حقه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وعن الصحابة والتابعين ومن بعدهم . . . ما ورد . . . والذي قال في حقه عمر بن الخطاب : « لولا علي لهلك عمر » . . . والذي طالما رجع إليه الصّحابة في المعضلات ، ولم يرو أحد رجوعه إلى أحد أبداً . . . نعم ، قالوا مثل هذا الكلام في حقّه ، بل فضّلوا عليه من ليس بأفضل من العلماء الذين ذكر الرجل أسماءهم . . . ! !