إزراء ابن تيمية بأئمة أهل البيت وكثيراً ما ينسب إلى الإمامية - بل إلى أئمة أهل البيت عليهم السّلام - أشياء نسبة مجرّدة عن الدليل والمستند الصحيح ، فممّا قال مثلاً : « قدماؤهم كانوا يقولون : القرآن غير مخلوق كما يقوله أهل السنّة والحديث . وهذا هو المعروف عند أهل البيت ، كعلي بن أبي طالب وغيره مثل أبي جعفر الباقر وجعفر الصّادق وغيرهم ، ولكن الإماميّة تخالف أهل البيت في عامّة أصولهم . فليس من أئمة أهل البيت مثل : علي بن الحسين وأبي جعفر الباقر وابنه جعفر ابن محمد ، من كان ينكر الرؤية ، ولا يقول بخلق القرآن ، ولا ينكر القدر ، ولا يقول بالنصّ على علي ، ولا بعصمة الأئمة الاثني عشر ، ولا يسبّ أبا بكر وعمر . والمنقولات الثابتة المتواترة عن هؤلاء معروفة موجودة ، وكانت مما يعتمد عليه أهل السنّة [1] . وقد تخرج من فيه كلمات كبيرة في أئمة أهل البيت عليهم السّلام ! كقوله : « القوم المذكورون إنما كانوا يتعلّمون الحديث من العلماء به كما يتعلّم سائر المسلمين ، وهذا متواتر عنهم » [2] . فممن كانوا يتعلّمون ، وكلٌّ منهم أعلم أهل زمانه في الحديث وغيره ؟ وهذا متواتر عنهم ، عند من ؟ ولو فرض رواية أحدهم عن أحد الصحابة مثلاً في قضية في واقعة ، فهل يسمّى ذلك تعلّماً ؟ وكقوله : « فليس في هؤلاء من أدرك النبي صلّى اللّه عليه وآله وهو مميز إلا علي كرّم اللّه وجهه ، وهو الثقة الصدوق فيما يخبر به عن النبي صلّى اللّه عليه وآله ، كما أن
[1] منهاج السنة 2 / 368 . [2] منهاج السنة 2 / 454 .