بذلك الأحاديث عن النبي صلّى اللّه عليه وآله حيث قال : خير القرون القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم . وهم أفضل الأمة الوسط الشهداء على الناس . . . لهم كمال العلم وكمال القصد . إذ لو لم يكن كذلك للزم أن لا تكون هذه الأمة خير الأمم . وأن لا يكونوا خير الأمة ، وكلاهما خلاف الكتاب والسنة » . لكن الحديث المزعوم تواتره غير وارد من طرقنا ، والآية إنما تدلّ على كون هذه الأمة خير الأمم ما دامت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر . . . . وبالجملة ، فقول العلاّمة علم مستند إلى الحسّ ، ولا ريب في تقدم الحسّ على الحدس ، بعد تسليم مستنده سنداً ودلالة . ويردّ الثاني : أوّلاً : بأن في الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ممّن يرى تفضيل أمير المؤمنين عليهما مثل ذلك بل أكثر . وثانياً : هب أن الذين قالوا بتفضيلهما كانوا كما ذكرت ، فهل الكثرة تستلزم الصواب ، واللّه سبحانه وتعالى يقول : ( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) [1] ؟ طلب الإمام الأمر بحق قال قدس سره : وبعضهم طلب الأمر لنفسه بحق ، وتابعه الأقلّون الذين أعرضوا عن الدنيا وزينتها ، ولم تأخذهم في اللّه تعالى لومة لائم ، بل أخلصوا للّه تعالى واتبعوا ما أُمروا به من طاعة من يستحق التقديم . الشرح : قال ابن تيمية : « قولك : إنه طلب الأمر لنفسه بحق وبايعه الأقلّون كذب على علي رضي اللّه عنه ، فإنه لم يطلب الأمر لنفسه في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان ، وإنما طلبه