الاستدلال بالآية لإمامة أمير المؤمنين عليه السلام بلا فصل تام ، غير قابل للنقاش . . . وحينئذ ، يعرف المنصف الطائفة التي « ليس في الطوائف المنتسبة إلى القبلة أعظم افتراء للكذب على اللّه وتكذيباً للحق منهم » [1] والتي « لا يوجد أكثر المنافقين إلاّ فيهم » [2] . في أن أبا بكر طلب الأمر لنفسه قال قدس سره : فبعضهم طلب الأمر لنفسه بغير حق ، وبايعه أكثر الناس طلباً للدنيا . . . . الشرح : قال ابن تيمية : « قوله : فبعضهم طلب الأمر لنفسه . . . وهذا إشارة إلى أبي بكر ، فإنه هو الذي بايعه أكثر الناس ، ومن المعلوم أن أبا بكر لم يطلب الأمر لنفسه ، لا بحق ولا بغير حق ، بل قال : قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين : إما عمر بن الخطاب وإما أبا عبيدة . قال عمر : فواللّه لأن أقدَّم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك إلى إثمّ أحبّ إليّ من أن أتأمرّ على قوم فيهم أبو بكر . وهذا اللفظ في الصحيحين . وقد روي عنه أنه قال : أقيلوني أقيلوني . فالمسلمون اختاروه وبايعوه لعلمهم بأنه خيرهم ، كما قال له عمر يوم السقيفة بمحضر من المهاجرين والأنصار : أنت سيّدنا وخيرنا وأحبّنا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله . ولم ينكر ذلك أحد . وهذا أيضاً في الصحيحين . والمسلمون اختاروه كما قال النبي صلّى اللّه عليه وآله في الحديث الصحيح لعائشة : أدعي لي أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتاباً لا يختلف عليه الناس من