النفس بالمعنى المذموم ، فإن لفظه لا يشمل علياً عليه السلام ، لأن التقسيم قاطع للشركة . 4 - إن هذا التقسيم الذي ذكره العلاّمة هو واقع الحال ، الذي يصدّقه الكتاب وأخبار القوم ، فكما يوجد في القرآن الكريم آيات تتضمن الثناء على أصحاب الرسول صلّى اللّه عليه وآله ، كذلك فيه آيات تتضمّن أن بينهم منافقين ، بل فيه ( سورة المنافقين ) ، وكما يوجد في أخبار القوم بطرقهم أحاديث في الثناء عليهم عن النبي صلّى اللّه عليه وآله ، كذلك يوجد فيها ما يتضمّن الذمّ الشديد ، كقوله : « لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض » [1] وقوله : « ليردنّ علي الحوض . . » [2] وكذا إخباره أنه سيكون بعده أقوام يكذبون عليه [3] . فظهر صحة تقسيم العلاّمة . وفيما ذكرناه غنى وكفاية . ولقد أطال الرجل ، فذكر آيات زعم أنها « تتضمن الثناء على المهاجرين والأنصار » ، وآثاراً رواها عن الصحابة أنفسهم في مدح الصّحابة . . . وفي كثير من ذلك بحث ونظر ليس هذا موضعه . . . ، ومن ذلك قوله : « وقال للمؤمنين : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ . . . ) ، ( إنَّمَا وليُّكُم اللّه . . . ) وقد وضع بعض الكذّابين حديثاً مفترى : إن هذه الآية نزلت في علي لمَّا تصدق بخاتمه في الصّلاة . وهذا كذب بإجماع أهل العلم بالنقل ، وكذِبه بيِّن من وجوه كثيرة . . . » [4] . قلت : هذا كلّه خروج عن البحث في هذا المقام ، وسيجئ إن شاء اللّه تعالى الكلام على هذه الآية ، ليعلم الباحث المنصف أن الحديث الوارد ليس حديثاً مفترى ، وأن
[1] جامع الأصول 10 / 427 . [2] جامع الأصول 11 / 120 . [3] والأخبار في هذا المعنى كثيرة بألفاظ مختلفة . [4] منهاج السنّة 2 / 29 - 30 .