وحكيَ عن داود الظاهري أنه قال : أعفوني عن اللّحية والفرج واسألوني عما وراء ذلك ! وقال إن معبوده جسمٌ ولحمٌ ودمٌ ، وله جوارح وأعضاء وكبدٌ ورِجْلٌ ولسانٌ وعينيْن وأذنيْن ! وحكيَ أنه قال : هو مُجَوَّفٌ من أعلاه إلى صدره ، مُصْمَتُ ما سوى ذلك ، وله شعر قطط ! حتى قالوا : اشتكت عيناه فعادته الملائكة ، وبكى على طوفان نوح حتى رمدت عيناه ! وأنه يفضل من العرش عنه من كلّ جانب أربع أصابع ! وذهب بعضهم إلى أنه تعالى ينزل في كلّ ليلة جمعة على شكل أمرد حسن الوجه ، راكباً على حمار ، حتى أن بعضهم ببغداد وضع على سطح داره مَعْلَفاً يضع كلّ ليلة جمعة فيه شعيراً وتِبْناً ! لتجويز أن ينزل اللّه تعالى على حماره على ذلك السطح فيشتغل الحمار بالأكل ، ويشتغل الربّ بالنداء : هل من تائب ، هل من مستغفر ! تعالى اللّه عن مثل هذه العقائد الرديَّة في حق اللّه تعالى . وحكيَ عن بعض المنقطعين التاركين للدنيا من شيوخ الحشوية : أنه اجتاز عليه في بعض الأيام نَفَّاطٌ ومعه أمردُ حسن الصورة قَطَطُ الشعر ، على الصفات التي يصفون ربّهم بها ، فألحَّ الشيخُ في النظر إليه وكرّره وأكثر تصويبه إليه ! فتوهّم فيه النفَّاط فجاء إليه ليلاً وقال : أيها الشيخ ، رأيتك تُلِحُّ بالنظر إلى هذا الغلام وقد أتيت به إليك ، فإن كان لك فيه نيةٌ فأنت الحاكم ! فَحَرِدَ عليه وقال : إنما كرّرتُ النظر إليه ، لأن مذهبي أن اللّه تعالى ينزل اللّه على صورة هذا الغلام ، فتوهّمت أنه اللّه ! فقال له النفّاط : ما أنا عليه من النفاطة أجود ممّا أنت عليه من الزهد مع هذه المقالة ! وقالت الكراميّة : إن اللّه تعالى في جهة فوق ، ولم يعلموا أن كلّ ما هو في جهة فهو محدث ، ومحتاج إلى تلك الجهة . وذهب آخرون إلى أن اللّه تعالى لا يقدر على مثل مقدور العبد ! وآخرون إلى أنه