سنذكر بعضها في موضعها . وأمّا ثانياً : فإن المهدي المنتظر حيّ موجود وليس بمعدوم ، ولا يختص القول بوجوده بالشيعة الإمامية . . . كما ستعلم . وأمّا ثالثاً : فإنه قد حصلت وتحصل بإمامة المهدي ووجوده - وهو غائب - مصالح كثيرة في الدنيا والدّين ، علّنا نذكر طرفاً منها فيما سيأتي . . . ولكن المنافقين لا يفقهون . وأمّا رابعاً : فإن الإعتقاد بإمامة المهدي فرض من اللّه ورسوله ، والقول بعدم الفائدة في إمامته . . . تكذيب للّه ورسوله . وأمّا خامساً : فلقد اعترف الرجل : بأن كثيرين ممّن كانت لهم الأولويّة والأحقيّة بالولاية لم يتولّوا ؛ لأن أهل الشوكة لم يكونوا موافقين على ذلك ، فيكون عليهم الإثم في ولاية أولئك الظلمة ، وفي عدم ولاية الذين جعلهم اللّه أئمة العباد وساسة البلاد . وكذا الكلام في قوله بالنسبة إلى آباء المهدي ، وكلّهم أئمة بالكتاب والسنّة : « وأما آباؤه . . . » [1] وذلك : أوّلاً : لأن القدرة وسلطان الأمة ، ليس من شرائط منصب الإمامة كما تقدّم . ثانياً : إن آباءه عليهم السّلام حتى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كانوا منابع العلم وأعلام الدين . . . . ثالثاً : إن إمامة هؤلاء ليست كإمامة من وصفه أهل السنّة بالإمامة في العلم والدّين كأئمة المذاهب وغيرهم عندهم ، ليرجع إليهم في الحديث والفتيا ونحو ذلك فقط ، بل هي رئاسة الدّين والدنيا نيابة عن النبي ، وأساسها ( النص ) عليهم المستتبع لوجوب إطاعتهم وحرمة معصيتهم في جميع أوامرهم ونواهيهم مطلقاً .