وأبو العباس السفّاح هو : عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، أوّل ملوك بني العباس . توفي سنة 136 . قول أهل السنّة بإمامة بني أمية وبني العباس قال ابن تيمية : « أهل السنّة لا يقولون إن الواحد من هؤلاء كان هو الذي يجب أن يولّي دون من سواه ، ولا يقولون إنه تجب طاعته في كلّ ما يأمر به ، بل أهل السنّة يخبرون بالواقع ويأمرون بالواجب ، فيشهدون بما وقع ويأمرون بما أمر اللّه ورسوله . . . » [1] . أقول : لا يخفى الاضطراب في كلمات الرجل . . فلا يثبت ما قاله العلاّمة ولا ينكره ، والجواب عمّا قاله في هذا المقام : أولاً : إن أهل السنّة يقولون بإمامة الذين ذكرهم العلامة ، وتشهد بذلك كتبهم المؤلفة في أحوال الخلفاء ، فللسيوطي كتاب ( تاريخ الخلفاء وأمراء المسلمين ) . وثانياً : إن ما حكاه عن أحمد من أن « أصول السنة عندنا . . . ومن ولي الخلافة . . . » صريح في اعتقاد أهل السنّة بإمامة بني أمية ثم بني العباس ، كما نسب إليهم العلاّمة . وثالثاً : لقد قبل كبار علماء أهل السنّة وقضاتهم المناصب والرواتب من هؤلاء عن رغبة ورضا ، وهل قبول ذلك إلا القول بإمامتهم ؟ . ورابعاً : هل المطلوب من أهل السنّة هو الإخبار والشهادة بالواقع ، أو الإخبار عن اعتقادهم بما يجب أن يكون وموقفهم تجاه ما كان ؟ . وخامساً : سلَّمنا أنهم لا يقولون إن الواحد من هؤلاء كان هو الذي يجب أن يولّي دون من سواه ، ولا يقولون إنه تجب طاعته ، لكنا نسألهم : هل انقطعت الإمامة بعد