لا بالنص ، فلا ريب أن أهل السنّة وإن كانوا يقولون بالنص على أن عليّاً من الخلفاء الراشدين لقوله : ( خلافة النبوة ثلاثون سنة ) ، فهم يروون النصوص الكثيرة في صحة خلافة غيره ، وهذا أمر معلوم عند أهل الحديث ، يروون في صحة خلافة الثلاثة نصوصاً كثيرة ، بخلاف خلافة علي فإن نصوصها قليلة . . . » [1] . وأقول : إن أهمّ الأمور وأولاها هو البحث عن أدلّة الإمامة من العقل والنقل كتاباً وسنّة ، وأما الأشياء الأخرى التي يذكرها الرجل ، فلا اعتبار بها ولا أثر لها ، ولذا لم يذكرها غيره من علماء أهل السنّة في الكتب الكلاميّة ، وكان هو المنفرد بها . . . نعم ، لا بدّ من طرح تلك الأدلّة والنظر فيها سنداً ودلالة على ضوء قواعد البحث وآداب المناظرة ، وهذا ما سيفعله العلاّمة ونوضّحه إن شاء اللّه ، فإن النصوص القرآنية والنبويّة هي الطريق الصحيح والمستقيم المؤدّي إلى ما فيه رضى اللّه ورسوله . . . . قال قدس سره : ثم اختلفوا فقال بعضهم : إن الإمام بعده ابنه الحسن عليه السلام . . . . الشرح : هو : الإمام السبط الزكي الحسن بن علي ، ولد سنة ثلاث من الهجرة ، واستشهد بالسمّ على يد جعدة بنت الأشعث ، بدسّ من معاوية ، سنة خمسين . قال قدس سره : وبعضهم قال : إنه معاوية بن أبي سفيان ! ثم ساقوا الإمامة في بني أميّة ، إلى أن ظهر السفاح من بني العباس ، فساقوا الإمامة إليه ، ثم انتقلت الإمامة منه إلى أخيه المنصور ، ثم ساقوا الإمامة في بني العباس إلى المعتصم ، إلى أربعين ! الشرح : سيأتي بعض الكلام حول نسب معاوية ، ووقت إسلامه ، ومنكراته زمن حكومته .