أمير المؤمنين ، فدفع الصّدقات إليه جائز ، براً كان أو فاجراً . وقال - في رواية إسحاق بن منصور - وقد سئل عن حديث النبي صلّى اللّه عليه وآله : من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية ما معناه ؟ فقال : تدري ما الإمام ؟ الإمام الذي يجمع عليه المسلمون ، كلّهم يقول : هذا إمام ، فهذا معناه » [1] . أقول : الواقع - يوم السقيفة - ما ذكره العلاّمة ، فقد روى المحدّثون والمؤرّخون عامّة عن عمر أنه قال - وهو يحكي توجّهه مع أبي بكر نحو السقيفة حيث اجتمع الأنصار واتّفقوا على رئيسهم سعد - : « كنت أزوّر في نفسي كلاماً في الطريق ، فلمّا وصلنا إلى السقيفة أردت أن أتكلّم فقال أبو بكر : مه يا عمر . فحمد اللّه وأثنى عليه ، وذكر ما كنت أزوّره في نفسي كأنه يخبر عن غيب ، فقبل أن يشتغل الأنصار بالكلام مددت يدي إليه فبايعته . . . » . وعلى هذا الأساس ، قال أهل الكلام منهم بانعقاد الإمامة ببيعة واحد ورضا أربعة - كما اعترف به الرجل - وقال به القاضي أبو يعلى الحنبلي [2] . وقال التفتازاني : « اختيار أهل الحلّ والعقد وبيعتهم من غير أن يشترط إجماعهم على ذلك ، ولا عدد محدود ، بل ينعقد بعقد واحد منهم » [3] . وقال القاضي العضد : « وإذا ثبت حصول الإمامة بالاختيار والبيعة فاعلم أن ذلك لا يفتقر إلى الإجماع ، إذ لم يقم عليه دليل من العقل أو السمع ، بل الواحد والاثنان من أهل الحلّ والعقد كاف ، لعلمنا أن الصحابة مع صلابتهم في الدين اكتفوا بذلك ، كعقد عمر لأبي بكر ، وعقد عبد الرحمن بن عوف لعثمان . . . » [4] .