تاريخ الخلفاء [1] - بعد مولد النبي صلّى اللّه عليه وآله بسنتين وستّة أشهر ، وأسلم بعد أكثر من خمسين شخصاً فيما رواه الطبري في تاريخه بسند صحيح [2] ، وبويع بالخلافة في سقيفة بني ساعدة ، وتوفي سنة ثلاث عشرة من الهجرة . قال قدس سره : لمبايعة عمر بن الخطاب له برضا أربعة . . . . الشرح : اعترض عليه ابن تيمية بأنه « ليس هذا قول أئمة أهل السنّة ، وإن كان بعض أهل الكلام يقولون : إن الإمامة تنعقد ببيعة أربعة ، كما قال بعضهم : تنعقد ببيعة اثنين ، وقال بعضهم : تنعقد ببيعة واحد ، فليست هذه أقوال أئمة السنّة . بل الإمامة عندهم تثبت بموافقة أهل الشوكة عليها ، ولا يصير الرجل إماماً حتى يوافقه أهل الشوكة الذين يحصل بطاعتهم له مقصود الإمامة ، فإن المقصود من الإمامة إنما يحصل بالقدرة والسلطان ، فإذا بويع بيعة حصلت بها القدرة والسلطان صار إماماً ، ولهذا قال أئمة السنة : من صار له قدرة وسلطان يفعل بهما مقصود الولاية هو من أولي الأمر الذين أمر اللّه بطاعتهم . . . ولو كان جماعة في سفر ، فالسنّة أن يؤمّروا أحدهم كما قال النبي . . . فإذا أمّره أهل القدرة منهم صار أميراً . فكون الرجل أميراً وقاضياً ووالياً وغير ذلك من الأمور التي مبناها على القدرة والسلطان ، متى حصل ما يحصل به في القدرة والسلطان حصلت ، وإلاّ فلا . . . . ولهذا قال أحمد في رسالة عبدوس بن مالك العطّار : أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله - إلى أن قال - ومن ولي الخلافة فأجمع عليه الناس ورضوا به ، ومن غلبهم بالسيف حتى صار خليفة وسمّي
[1] تاريخ الخلفاء : 30 . [2] تاريخ الطبري 2 / 316 .