يعلم أسراره على ذلك » [1] . أقول : أوّلاً : إن كان هذا العلم موجوداً عندهم وحاصلاً لهم من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، فلماذا لم يعملوا به ؟ وخالفوه ؟ وثانياً : نفيه قول أحد من الصحابة بأفضليّة غير أبي بكر منه ، مردود بأن جماعة من كبار الصحابة قالوا بأفضليّة أمير المؤمنين عليه السلام منه ومن جميع الصحابة ، نصّ على ذلك كبار الحفّاظ . قال الحافظ ابن عبد البر : « وروي عن سلمان ، وأبي ذر ، والمقداد ، وخباب ، وجابر ، وأبي سعيد الخدري ، وزيد بن أرقم أن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه أوّل من أسلم ، وفضّله هؤلاء على غيره » [2] . وقال : « اختلف السّلف أيضاً في تفضيل علي وأبي بكر » [3] . « وأمّا اختلاف السلف في تفضيل علي ، فقد ذكر ابن أبي خيثمة في كتابه من ذلك ما فيه كفاية » [4] . وعزا ابن حزم القول بأنه أفضل الأمّة بعد النبي إلى ( بعض أهل السنّة ) و ( بعض المعتزلة ) و ( بعض المرجئة ) و ( جميع الشيعة ) و ( جماعة من التابعين والفقهاء ) قال : « وروينا عن نحو عشرين من الصحابة أن أكرم الناس على رسول اللّه علي ابن أبي طالب » [5] .
[1] منهاج السنة 1 / 522 - 524 . [2] الإستيعاب في معرفة الأصحاب 3 / 1090 . [3] نفس المصدر 3 / 1116 . [4] نفس المصدر 3 / 1117 . [5] الفصل في الأهواء والملل والنحل 4 / 111 .