responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 605


ولنر ذلك في الآيات السابقة :
تبدأ وصية لقمان لابنه بقوله تعالى : " يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم " .
ولعلنا نستغرب بوصية لقمان هذه ، إذ أنها تبدأ بطلبه من ابنه أن لا يشرك بالله . وكان الأولى أن يطلب منه قبل ذلك أن يؤمن به ، لكن في الحقيقة لا داعي لهذا الاستغراب لأن الحقيقة التي يؤمن بها المسلم أن الإيمان بالله أمر فطري طبيعي ، فهي شئ مفروغ منه لا داعي للتذكير به والرسول محمد ( ص ) يقول : " كل مولود يولد على الفطرة ، إلا أن أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " .
فالإنسان يولد وهو مفطور على الإيمان بالله ، وإنما الذي يفسده هو المجتمع الفاسد ، ويجعله سليما المجتمع السليم ، وللأبوين أكبر الأثر في ذلك فالإيمان أمر مفروغ منه وإنما الذي يقع بعد الإيمان إنما هو الشرك بالله .
والشرك أنواع ، فليس الشرك عبادة الأصنام من حجارة وأمثالها فحسب بل الشرك أنواع كثيرة ، فالاعتقاد بالأوهام والخرافات شرك ، أو اتباع الأهواء وعبادتها شرك ، والخضوع للشهوات بشكلها الغير المشروع شرك ، والتذلل والخضوع لطاغية أو جبار شرك بالله ، عبادة المال بجعلها غاية بذاتها شرك ، وقبول شريعة وحكم وقانون يخالف ما شرعه الله ورسوله أيضا شرك .
فكما نرى أن الشرك أنواع كثيرة لا حصر لها .
وربما نتساءل وما دخل الشرك في الناحية التربوية ؟ ولما ذا يبدأ لقمان بوصيته لابنه يتحذره من الشرك ؟ نقول : إن الوحدانية في الإسلام هي أساس التربية .

605

نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 605
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست