responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 53


وقد كان الفيلسوف الألماني - كانت - يرى أن أعظم مسائل الفلسفة وأجلها شأنا ثلاث مسائل ، وهي :
1 - ، ما الذي نستطيع معرفته ؟
2 - ، ما الذي يجب أن نعمله ؟
3 - ، ما الذي نرتجيه ونعلق آمالنا عليه ؟ .
والقرآن يجيب على بعض هذه المسائل ، ويكشف سرا من أسرار الحياة والغاية من خلق الله للانسان وهي : عبادة الله قال تعالى : ( ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) . فعبادة الله هي أقصى غاية الخضوع والتذلل له مع طاعته . وهذا يقتضي عدم الخضوع لأي كائن على هذه الأرض ، لأنهم كلهم مربوبون لله ، وهذا ما صرح به القرآن : ( إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ) . ( ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شئ فاعبدوه ) .
وعلى هذا فلا يجوز لكائن أن يعلو في الأرض ويتكبر ويقهر الناس حتى يخضعوا له ويذعنوا لأمره وينقادوا لجبروته ، يأمرهم بما يشاء وينهاهم عما يريد كما فعل الملوك والكهنة قديما ، والذين يخضعون لأمثال هؤلاء إنما يشركون بالله ، الأمر الذي يبعث على الفساد في الأرض ، ومنه تتفجر ينابيع الشر والطغيان .
والإسلام يريد أن يقطع دابر الذين تبوأوا ذروة الألوهية واستعبدوا الناس لأهوائهم . ولهذا يعيب على اليهود والنصارى الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله . قال الله تعالى : ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو ) .
عندما تلا محمد ( ص ) هذه الآية قال عدي بن حاتم وكان نصرانيا قبل أن يسلم : ما كنا نعبدهم يا رسول الله . قال أليس كانوا يحلون لكم

53

نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست