responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 482


يخلص في عمله ، ويضحي بين يدي إنسانيته في سبيل دينه وكرامته ، من هذا القبيل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ومن القبيل الأول كان معاوية بن أبي سفيان ، والواقع الذي يؤلم أن سنة علي تعطلت بموته ولا تزال سنة معاوية لها السيادة في العالم حتى اليوم ، ذلك لماذا ؟ ؟ ؟ .
ذلك لأن عليا كان يريد أن يتخذ الخلافة وسيلة لتوجيه الأمة إلى الحق ، ولأن معاوية أراد أن يتخذ توجيه الأمة إلى الباطل وسيلة للخلافة ، وأكثر الناس مأخوذون بزخرف الحياة الدنيا ، فحيث رأوا هذا الزخرف شخصوا إليه إلا من هدى الله قلبه للإيمان وهو نادر في الأمة ، لأن في الإيمان قيدا للنفس عن الهوى وفي الكفر انطلاق لها بين يدي متع الحياة ، والدين إنما نزل ليغرز الإيمان في النفوس بالعلم ، فيكثر العالم الرباني والمتعلم الناجي ، ويتضاءل الهمج الذي ينعق مع كل ناعق ، ويتقهقر إذ ذاك من يتخذ الرعاع وسيلة لإشباع شهواته من حطام الدنيا ، ثم يتقدم بعد ذلك من يتخذ الخاصة جنده في تعزيز الحق كم في هذا التقسيم للناس من علم بالناس ؟ ؟ وأين درس علي هذه العلوم ؟ ؟
وإذا قلنا : إنه تلميذ محمد فأين درس محمد ؟ ؟ ثم إذا ثبت لدينا أن محمدا كان أميا لا يقرأ ولا يكتب ، فمن أين جاء بهذا العلم وأفضى به إلى وزيره وخليفته علي أقول مرة ثانية : كيف علم علي أن من العلم ما هو رباني ، أي أنه من الله مباشرة دونما تعلم وإنما هو بطريق الإلهام ، سواء كان هذا العالم الملهم نبيا أو غير نبي ، وسواء كان أميا أم متعلما ، وسواء كان ذكرا أو أنثى ، ولعلي أجرأ على أن أقول : سواء كان هذا الملهم إنسانا أو غير إنسان ؟ ؟ .
إن فيما يأتينا به رسل الله من شرائع ، وفيما يأتينا به الحكماء والعلماء أميين ومتعلمين ، ثم فيما يأتينا به غير الإنسان كالطير في نباهته الغريزية وهو يزقزق ويغرد مع الفن ، أقول : إن في ذلك كله علما ربانيا يشعرنا بأن وراء

482

نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 482
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست