responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 481


الأول في توجيه الإنسانية والهيمنة على نظم الحياة فيها ، هذا هو العالم الرباني وأما المتعلم على سبيل نجاة : وهو النوع الثاني من مقومات الإنسانية فهو من يتلقى العلوم من معاهد تشاد للدراسة والتلقين ، أو يتلقاها من أفواه الناس أو بطون الكتب ، أو من مظاهر الحياة على ألسنة هدير البحر وهيمنة النسيم ، كل ذلك من بواعث العلوم والفنون في نفس الإنسان إذا شاء أن يتعلم ليصل بعلمه أو فنه إلى حيث ينجو من شقاء الدنيا أو من عذاب الآخرة فإن العلم أو الفن ، أيا كان ، يفضي بطالبه إلى النجاة من شقائه القائم على الجهل وأقل ما ينشأ عن الجهل الفقر والمرض المفضيان بالإنسانية إلى الدمار آخر الأمر .
وأما الهمج الذي ينعق مع كل ناعق ، وهو النوع الثالث من مقومات الإنسانية فهو الذي يقوم على خدمة العالم والمتعلم في تأمين وسائل الحياة لذلك كان مسيرا لا خيرة له فيما يعمل ، ولا حول له ولا طول في حياته ، إلا بأن يأتمر وينتهي بين يدي موجهه العالم الرباني والمتعلم الناجي وإلا هلك .
الهمج الرعاع من بني الإنسان هم الذين يشكلون السواد الأعظم ، وهم الذين يطأون الحق بأقدامهم إذا قادهم مبطل ويرفعون لواء الحق إذا قادهم محق ، فهم السلاح لإصلاح العالم ، وهم السلاح لإفساده ، من أجل ذلك نرى السعيد في الأمة من يقوى على توجيه العامة من الشعب ، ونرى الشقي من يخفق في هذا التوجيه ، ومن هنا رأينا عليا ( عليه السلام ) يرجع مغصوصا إلى ربه أن أخفق في قيادة الرأي العام في أمته ، بينما كان خصمه معاوية يتقلب على رياش العز إذ كان مفلحا في قيادة الرعاع من أمة محمد .
ذلك لأن وسائل القيادة في العامة تضطر القائد لأن يتسامح في دينه ، فينافق ويكذب ويدجل ويضلل ، ويغدر ويفجر ، ثم ينفق مال الأمة في غير سبيله ، وعلى العكس نرى وسائل القيادة والتوجيه في الخاصة تضطر القائد لأن

481

نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 481
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست