responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 477


ولا لغيرها ضرا ولا نفعا فلما جاءوها ورأوها مكبوبة مهينة تساءلوا : " قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم . قال : بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون ! ! فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون ! ! " وإلى هذا الموقف كان يجب على الضلال أن يهتدوا ، وأن يصحوا من غفلتهم على ضوء الحقيقة الرائعة ، لكن النفوس الملتوية تتقلب فيها مقدمات الحق ، فإذا بها تتمخض عن نتيجة أخرى ! .
لقد عادوا يقولون لإبراهيم ، إن آلهتنا - كما علمت - لا تنطق فكيف جرأت على قداستها ؟
" ثم نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون . . قال :
أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم أف ولما تعبدون من دون الله . . . أفلا تعقلون ؟ قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين " وجماهير الدهماء من هذا القبيل المتعب ، فهم إما أناس لا عقول لهم يعجزون عن إدراك الحق لقصور أذهانهم على نحو ما قال الشاعر :
أقول له عمرا فيسمع خالدا * ويقرؤها زيدا ويكتبها بكرا وإما أناس لهم عقول مدركة ذكية ، لكن ليس لهم ضمائر حية ، فهواهم هو الذي يوجه علاقاتهم بالخصوم والأصدقاء ، ويفسد أحكامهم على الأشخاص والأشياء . . .
هؤلاء وأضرابهم هم الذين شبههم الرسول بالأرض السبخة . . لا تمسك ماء ولا تنبت كلاء ! تحاول أن ترفع رؤوسهم وأن تحملهم عن الثرى الذي التصقوا به ، فكأنك تحرك الرواسي من أوضاعها التي شدت فيها .
هل معنى ذلك أنه من الصعب إنشاء أجيال طيبة يترعرع فيها الحق والجمال ، وينضر بها العالم ويستقيم العمران ، وتستأنف الحياة بها مراحل

477

نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 477
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست