responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 380


بالخرق فتكاشف بما غيبت وتقدم على ما عيبت حتى يعود نفاقها شقاقا ورذاذها سيلا بعاقا ، إن غلبت وقهرت فهو الدمار ، وإن غلبت وقهرت لم يكن بغلبها إفتخار ولم يدرك بقهرها ثار . وكان يقال : الرعية وإن كانت ثمارا مجتناة وذخائر مقتناة وسيوفا منتضاة وأحراسا مرتضاة ، فإن لها نفارا كنفار الوحوش وطغيانا كطغيان السيول ، ومتى قدرت أن تقول قدرت أن تصول . وكان يقال : أيدي الرعية تبع ألسنتها فلن يملك الملك ألسنتها حتى يملك جسومها ولن يملك جسومها حتى يملك قلوبها فتحبه ولن تحبه حتى يعدل عليها في أحكامه عدلا يتساوى فيه الخاصة والعامة ، وحتى يخفف عنها المؤن والكلف ، وحتى يعفيها من رفع أوضاعها وأراذلها عليها ، وهذه الثالثة تحقد على الملك العلية من الرعية ، وتطمع السفلة في الرتب السنية . وكان يقال : الرعية ثلاثة أصناف : صنف فضلاء مرتاضون بحكم الرئاسة والسياسة ، يعلمون فضيلة الملك وعظم غنائه ويرثون له من ثقل أعبائه ، فهؤلاء يحصل الملك موداتهم بالبشر عند اللقاء ويلقى أحاديثهم بحسن الاصغاء . وصنف فيهم خير وشر ظاهران فصلاحهم يكتسب من معاملتهم بالترغيب والترهيب . وصنف من السفلة الرعاع أتباع لكل راع لا يمتحنون في أقوالهم وأعمالهم بنقد لا يرجعون في الموالاة إلى عقد .
ويقال أن يزد جرد بن بهرام سأل حكيما : ما صلاح الملك : قال :
الرفق بالرعية وأخذ الحق منها بغير عنف والتودد إليها بالعدل ، وأمن السبل وإنصاف المظلوم . قال فما صلاح الملك : قال : وزراؤه إذا صلحوا صلح .
قال : فما الذي يثير الفتن . قال : ضغائن يظهرها جرأة عامة واستخفاف خاصة وانبساط الألسن بضمائر القلوب ، وإشفاق مؤسر وأمن معسر وغفلة مرزوق ويقظة محروم . قال وما يسكنها قال : أخذ العدة لما يخاف وإيثار

380

نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 380
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست