responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 379


ونقدم هذا الدرس البليغ من باب مدينة العلم إلى الذين يزكون أنفسهم ويستنكفون عن الاصغاء إلى النصيحة والإرشاد . ومهما شككت في شئ فإني لا أشك في أن من يدعى أنه أعلم الناس في زمانه لا يستطيع أن ينظر إلى شئ بعين الواقع ، أو يأتي بخير ما دام معتقدا بأن علمه بما هو - ويصرف النظر عن أي أثر - هو أعظم الأعمال وأجلها . وأنه يجب أن يكون المطلب الأخير للانسانية جمعاء . . ومن كانت هذه حاله فمحال أن يقبل النصح ، والتحول عن رأيه . .
فالأولى أن يترك وشأنه ، ونتجاهل مكانه . . وأقسم أني ما نظرت إلى واحد من المتعالين الذين عرفتهم إلا شعرت بأني أنظر إلى خرافة القرن العشرين ، إلى من خلع إنسانيته ووجوده ، وذهل عن نفسه ، وعاش في عالم لا وجود له إلا في وهمه ومخيلته . . وهنا تكمن الأعجوبة والخرافة ) . [1] ومن كلام الحكماء : قلوب الرعية خزائن واليها ، فما أودعه فيها وجده . وكان يقال : صنفان متباغضان متنافيان ، السلطان والرعية ، وهما مع ذلك متلازمان ، إن صلح أحدهما صلح الآخر ، وإن فسد فسد الآخر وكان يقال : محل الملك من رعيته محل الروح من الجسد ، ومحل الرعية منه محل الجسد من الروح ، فالروح تألم بألم كل عضو من أعضاء البدن وليس كل واحد من الأعضاء يألم بألم غيره ، وفساد الروح فساد جميع البدن ، وقد يفسد بعض البدن وغيره من سائر البدن صحيح .
وكان يقال : ظلم الرعية إستجلاب البلية . وكان يقال : العجب ممن استفسد رعيته وهو يعلم أن عزه بطاعتهم . وكان يقال : موت الملك الجائر خصب شامل . وكان يقال : لا قحط أشد من جور السلطان . وكان يقال : قد تعامل الرعية المشمئزة بالرفق فتزول أحقادها ويذل قيادها ، وقد تعامل



[1] على والفلسفة

379

نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 379
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست