responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 368


فاذكروا اسم الله عليها صواف ، فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر ، كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون . لن ينال الله لحومها ولا ولا دماؤها ، ولكن يناله التقوى منكم ، كذلك سخرناها لكم لتكبروا الله على ما هداكم ، وبشر المحسنين ) . .
ويخص البدن بالذكر لأنها أعظم الهدي ، فيقرر أن الله أراد بها الخير لهم ، فجعل فيها خيرا وهي حية ، تركب وتحلب ، وهي ذبيحة تهدى وتطعم ، فجزاء ما جعلها الله خيرا لهم أن يذكروا اسم الله عليها ويتوجهوا بها إليه ، وهي تهيأ للنحر بصف أقدامها : ( فإذا وجبت جنوبها ) وأطمأنت على الأرض بموتها أكل منها أصحابها ، استحبابا ، وأطعموا منها الفقير القانع - الذي لا يسأل - والفقير المعتر - الذي يتعرض للسؤال .
فلهذا سخرها الله للناس ليشكروه على ما قدر لهم فيها من الخير حية وذبيحة : ( كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون ) . . وحين يؤمرون بنحرها باسم الله ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ) فإن اللحوم والدماء لا تصل إلى الله سبحانه ، إنما تصل إليه تقوى القلوب وتوجهاتها - لا كما كان مشركوا قريش يلطخون أوثانهم وآلهتهم بدماء الأضحيات على طريقة الشرك المنحرفة الغليظة ! ( كذلك سخرناها لكم لتكبروا الله على ما هداكم ) .
فقد هداكم إلى توحيده وحقيقة الصلة بين العمل والاتجاه . ( وبشر المحسنين ) الذين يحسنون التصور ، ويحسنون الشعور ، ويحسنون العبادة ، ويحسنون الصلة بالله في كل نشاط الحياة .
هكذا علم الإسلام المسلم أنه لا يخطوا في حياته خطوة ، ولا يتحرك في ليله أو نهاره حركة ، إلا وهو ينظر فيها إلى الله . ويجيش قلبه بتقواه ويتطلع فيها إلى وجهه ورضاه .

368

نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 368
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست