responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 339


الكثير ، فإن النفس إذا حبست حتى إذا هاجت بها الشهوة وقويت لديها الرغبة أطعمت من اللذات وأشبعت من ألوان المطاعم ، وقرب إليها ليلا ما أبعد عنها نهارا ، زادت لذتها وتضاعفت قوتها ، وربما انبعث فيها من الشهوة ما كان راكدا لو تركت على حالها فلا ينال ما هو المقصود من الصوم من تضعيف القوى الشهوية ، وهي المرض الفاتك والداء العضال ، وإلى ذلك يشير الحديث ( صوموا تصحوا ) . [1] * * * ( إن من يتأمل في قصة خلق آدم وحواء وخروجهما من الجنة ، يجد أن شهوة البطن قد كانت هي أولى الشهوات التي سببت لهما كل ما حاق بهما حيث نهاهما ربهما عن الأكل من الشجرة فغلبتهما شهوة الأكل من الطعام الممنوع ، فأكلا منه فبدت لهما سوآتهما ، وتبع ذلك شهوة الجسم وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة .
وهكذا أصبحت شهوة البطن مصدرا الشهوات ومبعث الأدواء والآفات ، ويتبعها شهوة النكاح ، ثم الرغبة في المال والجاه ، ومن هنا تتولد أنواع المفاسد والمنافسات ، وينشأ الحسد والكبرياء والعداوة والبغضاء ، إلى غير ذلك من السيئات التي يحركها إبليس في نفس الإنسان ، ولا سبيل إلى مقاومته إلا عن طريق الجوع .
ولهذا عمل رسول الله ( ص ) على تربية قومه على التقليل من الأطعمة ، لأن ذلك من شأنه أن يحدد القوى ، ويضعف الشهوات التي تنشأ عنها المعاصي فكان يقول : ( حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ) . ويقول : ( نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع ) وفي حديث ( إن الشيطان ليجري في



[1] من مقال للعلامة الشيخ محمد تقي صادق .

339

نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 339
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست