responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح إحقاق الحق نویسنده : السيد المرعشي    جلد : 29  صفحه : 18


فأخذها المأمون في يده فسأله الغلام وهو لا يزال في مكانه : ما في يدي ؟ قال :
يا أمير المؤمنين ، الله تعالى خلق بمشيئته في بحر قدرته سمكا صغارا يصيدها بزاة الملوك والخلفاء ، وهم يأخذونها في أيديهم فيختبرون بها سلالة أهل بيت النبوة .
وجمع المأمون بعد ذلك بقليل مجلسا ليمتحن الإمام ، ودام المجلس أياما عديدة ، وقد أجاب الإمام على كل المسائل ، فاندهش الناس من ذلك ، فزوجه المأمون بابنته وأمر له بمال كثير . ويروى أن الإمام أطرق عند ذلك برأسه ومات بنو العباس غيظا وكمدا .
وبذلك أظهر المأمون اهتمامه المستمر وعطفه على الشيعة ، وجعل ابن الإمام الرضا المتوفى تحت رعايته ، وكان الإمام الفتى يأتي قصر المأمون بين آن وآخر للدرس ومحادثة العلماء الذين يجتمعون هناك ، غير أن من سوء الحظ أن الرواة قد أكدوا الاعجاز في ما قد بلغه من العلم ، بصرف النظر عن الحوادث التي قد تظهر دراسته . فمما يخيب الأمل مثلا أن نقرأ شهادة يحيى بن أكثم ، وهو من الناس الذين أرادوا امتحان الإمام ، فسأله مسائل كثيرة قبل أن يعترف بإمامته ، فنجد أن كل ما ذكره هو أنه سأله : من الإمام ؟ قال : أنا . قال : وما برهانك ؟ فتكلمت عصى محمد التقي وقالت : إن صاحبي هذا هو إمام العصر وحجة الله .
وبعد سنة أو نحوها من زواج الإمام سمح له الخليفة أن يأخذ زوجته الصغيرة ويذهب إلى المدينة ، وقد سر بنو العباس بذلك لكراهتهم أن يروا تفضيله عليهم في بغداد . فعاش في المدينة عيشة بسيطة كمن تقدمه من الأئمة مدة ثلاث سنوات ، يقابل من يأتي لزيارته ويكرم الفقراء ويتحاشى التدخل في القضايا العامة . وقد صنع معجزات عدة تشبه تلك المعجزات التي صنعها باقي الأئمة كإخباره بأن جارية معينة ستحمل بغلام لرجل ، وجعل شجرة تحمل فاكهة ، بينما صلى عدة ركعات عند قبر النبي ، وأفرح عجوزا بإحيائه بقرة ميتة لها .
أما حياته مع زوجته زينب بنت الخليفة - وتعرف بأم الفضل - فيقال : إنها لم تكن

18

نام کتاب : شرح إحقاق الحق نویسنده : السيد المرعشي    جلد : 29  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست