نام کتاب : شرح إحقاق الحق نویسنده : السيد المرعشي جلد : 29 صفحه : 17
أبدل الخضرة بالسواد . وقد فعل ذلك لضرورة سياسية ضد رغبته الشخصية . فإنه لم يكتف بتعيين الشيعة البارزين من الفرس في الوظائف المهمة بل أظهر عطفا شديدا نحو بيت الإمام الرضا المتوفى . فاختار أحد أخوته ليحج بالناس . ولم تمض مدة طويلة حتى زوج ابنته أم الفضل إلى محمد التقي بن علي الرضا ، ويقول اليعقوبي : إنه أمر له بألفي ألف درهم ، وقل : إني أحببت أن أكون جدا لمرء ولده رسول الله وعلي ابن أبي طالب . وكان عمر محمد التقي - ويلقب حينا بالجواد - تسع سنين ( أو سبعا على قول آخرين ) عند وفاة أبيه ، وكان بالمدينة آنئذ ، وكان صغر سنه سببا في شك كثيرين من الشيعة بإمامته ، فلما جاء موسم الحج ذهب عدد من رجالهم البارزين وعلمائهم من مختلف البلاد إلى الحج ، فلما رأوه زال الشك عن قلوبهم . ويروي الكليني أن المتولي سأله ثلاثين ألف مسألة يمتحنه بها فأجاب عنها جميعا ودام ذلك ثلاثة أيام . وأمه ليست أم حبيب بنت المأمون بل أم ولد مشكوكا في أصلها ، ويقول الكليني : إنها نوبية واسمها سبيكة . وقيل أيضا : إن سمها كان خيزران وهي رومية . وروي أنها كانت من أهل بيت مارية أم إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم . ويروي الشيعة قصة طريفة عن أول لقاء بين الخليفة المأمون ومحمد التقي وهو صبي . فيظهر أنه جاء إلى بغداد بعد وفاة أبيه بمدة قصيرة . وصادف أن خرج المأمون يوما إلى الصيد ومعه بزاته ، فاجتاز بطرف البلد في طريقه والصبيان يلعبون ومحمد التقي واقف معهم وعمره إذ ذاك نحو 11 سنة . فلما أقبل الخليفة انصرف الصبيان هاربين ووقف محمد فلم يبرح مكانه ، فنظر إليه المأمون ثم سأله : يا غلام ما منعك من الانصراف ؟ فقال : يا أمير المؤمنين لم يكن الطريق ضيقة فأوسعه لك بذهابي ولم يكن لي جريمة فأخشاه ، وظني بك حسن أنك لا تضر من لا ذنب له فوقفت . فأعجب المأمون كلامه وساق جواده إلى وجهته . فلما بعد من العمارة أخذ بازيا فأرسله على دراجة فعاد وفي منقاره سمكة صغيرة ،
17
نام کتاب : شرح إحقاق الحق نویسنده : السيد المرعشي جلد : 29 صفحه : 17