نام کتاب : شرح إحقاق الحق نویسنده : السيد المرعشي جلد : 29 صفحه : 19
حياة سعيدة ، لأن سلوك هذه الزوجة الشرعية لم يكن يتفق والصداقة والحب المتبادل الذي يجب أن يكون بين الزوج وزوجه ، فكانت تكتب إلى أبيها تتهم زوجها وتذكر أنه يعاشر الجواري ، وذلك لتخلق العداء ضده . وقد نبهها لهذه الأقوال ولأنها تحرم ما أحل الله . وعادت زوجته من المدينة إلى بغداد بعد سبع سنوات من زواجها لحضور زواج الخليفة المأمون ببوران بنت الحسن بن سهل ، البالغة من العمر ثمان عشرة سنة ، ذلك الزواج الذي لم تشهد بغداد مثله . كانت فرصة جميلة يشهدها الإمام ، فقد نثر على العريس اللؤلؤ بدل الرز ، فيجمع ويعطى إلى العروس ، وقد ألبستها زبيدة زوج الرشيد ثوب من الجواهر واللؤلؤ ، وأوقدت غرفة العروس بشموع العنبر ، وبذل أبو العروس وهو من أغنى الفرس وأعظمهم شأنا ، اعترافا بامتنانه لهذا الشرف العظيم ، مبالغ لا تعد ولا تحصى ، وأعطى من الهدايا ما لا يوصف ، فنثر على الناس بنادق مسك فيها أسماء ضياع وأسماء جوار وصفات دواب وغير ذلك ، فكانت البندقة إذا وقعت بيد الرجل فتحها فقرأ ما فيها وقبضها ، وخلعت على الناس خلع سنية . وهكذا انتهى العرس الذي لم يسبق له مثيل . ونشأ خلاف واحد في بغداد بين الإمام التقي وأم الفضل سبب للأسرة المالكة انزعاجا كبيرا . فيروى عن حكيمة أخت الإمام الرضا أن أم الفضل أخبرتها بأن امرأة أتتها كأنها قضيب بان أو غصن خيزران ، وقالت : أنا زوج الإمام التقي . فدخل على أم الفضل من الغيرة ما لم تملك نفسها ، فنهضت من ساعتها وصارت إلى المأمون ، وقد كان ثملا من الشراب وقد مضى من الليل ساعات ، فأخبرته بحالها وقالت له : يشتمني ويشتمك ويشتم العباس وولده . قالت : فغاظه ذلك مني جدا ولم يملك نفسه من السكر وقام مسرعا وضرب بيده السيف وحلف أنه يقطعه بهذا السيف ما بقي في يده ، وصار إليه فدخل إليه . . وهو نائم فوضع فيه السيف فقطعه قطعة قطعة . . فلما أفاق من السكر ندم ندما شديدا وأرسل من يأتيه بخبره ، فعاد وأخبره أنه وجده
19
نام کتاب : شرح إحقاق الحق نویسنده : السيد المرعشي جلد : 29 صفحه : 19