نام کتاب : شرح إحقاق الحق نویسنده : السيد المرعشي جلد : 29 صفحه : 16
فلما ذكر لهم أنه إنما اختاره لتميزه عن كافة أهل الفضل علما ومعرفة وحلما مع صغر سنه نازعوه في اتصاف محمد الجواد بذلك ، وطلبوا منه اختباره بمعرفة يحيى ابن أكثم . فلما امتحنه أجابه إجابات سديدة فقالوا : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . فقال المأمون : قد عرفتم الآن ما تنكرون عليه ، والحمد لله على ما من به علي من السداد في الأمر والتوفيق في الرأي ، وأقبل على أبي جعفر وقال له : إني مزوجك ابنتي أم الفضل رغم أنوف القوم ، فاخطب لنفسك فقد رضيتك لنفسي وابنتي . فقال أبو جعفر : الحمد لله إقرارا بنعمته ، ولا إله إلا الله إخلاصا بوحدانيته ، وصلى الله على سيدنا محمد سيد بريته ، والأصفياء من عترته . أما بعد فقد كان من فضل الله على الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام ، فقال تعالى : ( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ) . ثم إن محمد بن علي بن موسى خطب إلى أمير المؤمنين عبد الله المأمون ابنته أم الفضل وقد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو خمسمائة درهم جياد - فهل زوجتني يا أمير المؤمنين إياها على هذا الصداق ؟ قال المأمون : زوجتك ابنتي أم الفضل على هذا الصداق المذكور . فقال أبو جعفر : قبلت نكاحها لنفسي على هذا الصداق المذكور . وبعد أن انصرف الناس تقدم المأمون بالصدقة على الفقراء والمساكين ، ولم يزل عنده محمد الجواد معظما مكرما إلى أن توجه بزوجته أم الفضل إلى المدينة المشرفة . ومنهم الفاضل الدكتور داويت . رونلدسن في " عقيدة الشيعة " تعريب ع . م . ( ص 197 ط مؤسسة المفيد ، بيروت ) قال : والأهم لحياة الإمام محمد التقي هو أن المأمون بقي يميل إلى التشيع حتى بعد أن
16
نام کتاب : شرح إحقاق الحق نویسنده : السيد المرعشي جلد : 29 صفحه : 16