نام کتاب : شرح إحقاق الحق نویسنده : السيد المرعشي جلد : 29 صفحه : 15
ويحكم أنا أعرف به منكم ، إنه من أهل بيت علمهم من الله ، ولم يزل آباؤه أغنياء في علم الدين والأدب عن الرعايا ، وإن شئتم فامتحنوه حتى يتبين لكم ذلك فجمع الجواد بقاضي القضاة يحيى بن أكثم في مجلس من مجالس المأمون وسأل وامتحن الإمام الفتى . سأله ابن أكثم عن محرم قتل صيدا . فقال الجواد : هل قتله في حل أو حرم ؟ عالما كان أو جاهلا ؟ عمدا كان أخطأ ، حرا كان المحرم أو عبدا ، صغيرا كان أو كبيرا ، مبتدأ كان أو معيدا ؟ من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها ؟ من صغار الطير أم من كباره ؟ مصرا كان على ما فعل أو نادما ؟ في الليل كان الصيد أو في النهار ؟ وفي عمرة كان ذلك أو في حجة ؟ فتحير قاضي القضاة ابن أكثم وبان عليه العجز والانقطاع حتى عرف أهل المجلس أمره . فقال المأمون : الحمد لله على هذه النعمة والتوفيق ، إن أهل البيت خصوا من دون الخلق بما ترون من الفضل ، وإن صغر السن فيهم لا يمنعهم من الكمال . بعد البلوغ ( ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما ) ( 22 - يوسف : 12 ) علم لدني حصل له دون تعليم ، إلهام كالنكت في القلب ، والنقر في الآذان ! والرؤيا الصادقة في المنام ! وفريق آخر ينكر هذه المصادر للمعرفة ويرى أن علمه كان مستمدا من الكتب التي ورثها من أبيه . ومنهم الشريف علي الحسيني فكري القاهري في " أحسن القصص " ( ج 4 ص 295 ط بيروت ) قال : لقد أحسن المأمون إليه ، وقربه وبالغ في إكرامه ، ولم يزل مشغوفا به لما ظهر له من فضله وعلمه ، كمال عقله ، وظهور برهانه ، مع صغر سنه ، وعزم على تزويجه بابنته أم الفضل وصمم على ذلك فمنعه العباسيون من ذلك خوفا من أن يعهد إليه كما عهد إلى أبيه من قبل .
15
نام کتاب : شرح إحقاق الحق نویسنده : السيد المرعشي جلد : 29 صفحه : 15