نام کتاب : شرح إحقاق الحق نویسنده : السيد المرعشي جلد : 1 صفحه : 283
ويلوم العباد بالكسب الذميم ، وهو يخلق الأشياء والله يخلق الاعراض ، ولكن العبد مباشر للاعراض فهو معرض ، والمعرض من يباشر الفعل لا من يخلق وكذا المنع " إنتهى " . أقول : النص الدال على أنه تعالى خالق كل شئ مخصوص بالعقل الحاكم ، بأنه تعالى لم يخلق ذاته المقدسة وبمعارضة النصوص النقلية ، كقوله تعالى تبارك الله أحسن الخالقين ( 1 ) ، والأدلة العقلية الدالة على أن العبد فاعل لفعل نفسه كما سيجئ ، فيكون المراد أنه تعالى خالق لجميع الأفعال المنسوبة إليه ، إن قيل : إنه تعالى إنما قال : إنه خالق كل شئ تمدحا واستحقاقا للعبادة ، فلا يصح الحمل على أنه خالق لبعض الأشياء كأفعال نفسه لأن كل حيوان عند الإمامية والمعتزلة كذلك ، قلنا : يجوز أن يكون التمدح بفعل نفسه لكونه أتقن وأجل وأكبر ذاتا ونفعا فلا حاجة في إفادة التمدح إلى العموم ، وأما حديث الكسب فسيجئ الكلام فيه في موضعه إن شاء الله تعالى . قال المصنف رفع الله درجته قالت الإمامية : إن الله تعالى لم يفعل شيئا عبثا ، بل إنما يفعل لغرض و مصلحة ، وإنما يمرض لمصالح العباد ويعوض المولم بالثواب بحيث ينتفي العبث والظلم ، وقالت الأشاعرة : لا يجوز أن يفعل الله تعالى شيئا لغرض من الأغراض ولا لمصلحة ، ويؤلم العبد بغير مصلحة ولا غرض ، بل يجوز أن يخلق خلقا في النار مخلدين فيها أبدا من غير أن يكون قد عصوا أو لا .
283
نام کتاب : شرح إحقاق الحق نویسنده : السيد المرعشي جلد : 1 صفحه : 283