responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيرتنا وسنتنا نویسنده : الشيخ الأميني    جلد : 1  صفحه : 47


أو يقول : والذي نفسي بيده إنه ليحزنني ، فمن هذا يقتل حسينا بعدي ؟
أو يأخذ حسينا على حجره وفي يده تربته الحمراء وهو يبكي ويقول : يا ليت شعري من يقتلك بعدي ؟ [1] .
وترى الصديقة الطاهرة لما يخبرها أبوها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأنها أسرع لحوقا به من أهل بيته يسرها هذا النبأ وتأنس به [2] ، وإن هو إلا لعلمها بأن حياة آل محمد حفت بالمكاره والقوارع والطامات ، ولولا الحذر والجزع من تلكم المصائب الهائلة النازلة بساحتهم فأي مسوغ للزهراء فاطمة في استيائها من حياتها ؟ وحياتها السعيدة هي أحسن حياة وأحلاها وأسعدها وأجملها وأعظمها فخرا ، زوج هو شاكلة أبيها في فضائله وفواضله ، وأولاد من البنين مثل الحسنين ريحانتي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، سيدي شباب أهل الجنة ، لا يمثلان بنظير ، ويقصر عن بلوغ نعتهما وصف كل بليغ طلق ذلق ، ومن البنات مثل العقيلة زينب ، جوهرة القدس والكمال والشرف والمنعة .
فلماذا تستاء عندئذ فاطمة من الحياة وهي بعد في عنفوان شبيبتها الغضة لم تبلغ مناها ، ولم تنل آمالها من الحياة ؟
ولماذا تدعو وتسأل ربها أن يعجل لها وفاتها ، وهي بعد لم تدرك من أولادها ما تتمناه الأمهات ، وتهون دون تلكم الأماني عليهن المصائب ، وتحلو لديهن مرارة الدنيا . وتفدي دونها كل تليد وطارف ؟



[1] ستوافيك أحاديث هذه كلها بأسانيدها ومصادرها ونصها وفصها بعيد هذا .
[2] أخرج حديثه أحمد في المسند ، وأبو يعلى في المسند ، وابن أبي شيبة في المصنف ، والنسائي في الخصائص والترمذي في الصحيح ، وأبو الحسن الحربي في جزء له ، والطحاوي في مشكل الآثار ، والدارقطني في العلل ، وأبو نعيم في الحلية ، والبيهقي في الدلائل وآخرون كثيرون بأسانيدهم الصحيحة عن السيدة عايشة أم المؤمنين .

47

نام کتاب : سيرتنا وسنتنا نویسنده : الشيخ الأميني    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست