نام کتاب : سيرتنا وسنتنا نویسنده : الشيخ الأميني جلد : 1 صفحه : 48
ولماذا ترفع اليد عن حضانة أولادها ، وتفرغ منهم حجرها ، وترضى بيتمهم ، وهم بعد ما شبوا وما زهوا ؟ ولماذا تأنس بذبول أورادها أوراد آل محمد وهي في بدو النضارة ولم تحظ بعد من تلكم الأزهار ؟ ولماذا تعيف أنوار حقلها الزاهي ولم تفتح بعد أكمامها ؟ ولماذا تحب فراق بعلها ، وتدع حبيبها أليف الأسى والهم والجوى ، حزنه بعدها سرمد ، وليله في فراقها مسهد ؟ ولماذا ذلك الفرح والجذل من اقتراب الأجل ودنو الموت ؟ إن كل هذه إلا تخلصا من هول تلكم النوائب التي كانت تعلمها أخذا من أبيها الصادق المصدوق ، ولم تك فاطمة ( سلام الله عليها ) تتصور لنفسها منجى ومرتجى وملجأ تثق بالطمأنينة لديها ، وسكون الخاطر في حماها غير جوار ربها الكريم ، والغض عن هذه الحياة ومرارتها وحلاها . ماذا تصنع فاطمة بالحياة وهي ترى أباها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) طيلة حياته حليف الشجون ؟ قد قضى حياته بعين عبرى ، وقلب مكمد محزون ، وزفرة وحسرة ولهفة دفينة بين جوانحه كمدا على أهل بيته ، يقيم لحسينه السبط المأتم من لدن ولادته وهلم جرا يوم كان رضيعا وفطيما وفتيا ، وقد اتخذ الله بيوت نبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دار حزن وبكاء منذ ولد ريحانة رسول الله الحسين العزيز ، يأتي إليه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ملائكة ربه أفواجا زرافات ووحدانا ، حينا بعد حين ، مرة بعد أخرى ، بين فينة وفينة ، ينعون الحسين ، ويأتون إليه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بتربته الحمراء ممثلين بذلك مصرعه ومقتله . هذه مواقف تاريخية إسلامية هامة سجل لنا التاريخ منها شطرا وإن لم تبق لنا الظروف الغابرة منها إلا النزر اليسير ، فإليك نبذة منها :
48
نام کتاب : سيرتنا وسنتنا نویسنده : الشيخ الأميني جلد : 1 صفحه : 48