نام کتاب : سيرتنا وسنتنا نویسنده : الشيخ الأميني جلد : 1 صفحه : 42
الملكي ، وإلى العوالم العلوية الملكوتية ؟ علم من عنده علم الكتاب ، علم من ينتهي علمه إلى أم الكتاب ، إلى مصدر الوحي المبين ، إلى عين اليقين ، إلى الواقع الذي لا يتطرق إليه قط وهم ، ولا شك ، ولا ظن ، ولا خيال ، علم من يحدثه الملك نكتا في القلوب ، أو نقرا في الآذان ، ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ) [1] وهم هم ( عليهم السلام ) [2] . هذه النسبة بيننا وبينهم في العلم ، وهي تطرد إلى جميع ما لهم من الملكات والنفسيات والمقامات والكرامات . ونحن لم نعرف ، وأم الدنيا أيضا لم تعرف ، إنسانا في أطراف العالم أعطاه الله تعالى الإحاطة كل الإحاطة بهاتيك الجهات ، والعلم بجميع ما منح الله أهل بيت نبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من عوامل الود وأصول الولاية وشؤون الخلافة والإمامة بأسرها وبرمتها ، والاطلاع على قيمها ومقاديرها حتى يسع له تحديد لازمها من الحب والوقوف على حده . فلما لم تك تعرف كل واحدة واحدة من تلكم الجهات المذكورة الخاصة بهم أهل البيت الطاهر وعشرات وعشرات أمثالها مما لم تذكر على حقيقتها ومقاييسها ، ولم تبين بقدرها وخصوصياتها ، فالقول بالغلو فيما يتبعها وينبعث منها من الحب تافه سرف جزاف من القول لا مغزى له . وإنما الغلو كما مر آنفا هو التجاوز عن الحد وذلك لا يتصور إلا بعد عرفان الحد والقياس وأنى لنا بذلك . قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا . على أن القول فيما توصف به العترة الطاهرة من العلم والإرادة
[1] سورة الأعراف آية : 46 . [2] يوجد بيان كل هذه الجمل بصورة ضافية وافية في غضون مجلدات كتابنا ( الغدير ) من طريق السنة الثابتة .
42
نام کتاب : سيرتنا وسنتنا نویسنده : الشيخ الأميني جلد : 1 صفحه : 42