نام کتاب : سيرتنا وسنتنا نویسنده : الشيخ الأميني جلد : 1 صفحه : 41
ولو لم يكن لأهل البيت إلا هذه الخاصة لكفت في حبهم داعيا وباعثا ، وهي بوحدتها تربو على جميع ما يحبه الإنسان ، وترجح بمفردها عامة ما يترتب على الحياة ويتولد منها ، وبها تمت لهم الأولوية بالمؤمنين من أنفسهم ، وهي التي جعلتهم أحب إليهم من النفس والمال والأهل والولد والوالد ، وهي إحدى وجوه اقتران ولاية علي أمير المؤمنين في الكتاب الكريم بولاية الله وولاية رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بكلمة الحصر في قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) [1] وقد أصفق أئمة التفسير والفقه والحديث على أنها نزلت في علي ( عليه السلام ) كما فصلنا القول لديها في كتابنا الغدير ( 3 : 156 - 163 ) . فذلكة القول : الأخذ بمجاميع تلكم الجهات الداعية إلى حب أهل البيت وولائهم يعطينا خبرا بأن حبنا لهم يقصر عن مدى تلكم الدواعي ، ويشذ ويبعد عن حدود تلك الجهات المختصة بهم بمراحل ومراحل إلى ألف مرحلة ، نظرا إلى قصور مبلغنا من العلم بجوهريتها وحاقها ، وقلة الاستطلاع عليها والإحاطة بها ، والبون الشاسع بيننا وبين النيل إلى معرفة كنهها ومنتهاها . وأنى ثم أنى لنا أن نقف نحن على حقيقة ما هم عليه من الصفات وهم هم ، ونحن نحن ، فهل يسع للجاهل الأمي مثلا أن يعرف العلم وحقيقته ومبدأه ومبلغه ومنتهاه ، وأصوله وفروعه ، وأصنافه وطرقه ومناهجه وأبحاثه ودروسه ومواضعه وفنونه وأقسامه ومعالمه ، وتكوينه وتشريعه ، وكمه وكيفه ، وعرضه وطوله ، وعده وحده ، وتعلقه بما كان وبما يكون وبما هو كائن أو بالإضافة إلى هذا العالم السفلي