نام کتاب : سيرتنا وسنتنا نویسنده : الشيخ الأميني جلد : 1 صفحه : 152
بني أمية ينزون على منبره كما تنزو القردة . وكان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يتأذى من بكاء الحسين السبط ، وقد جاء في الصحيح فيما أخرجه الحافظ أبو القاسم الطبراني في ( المعجم الكبير ) من طريق يزيد بن أبي زياد قال : خرج النبي ( صلى الله عليه ) من بيت عائشة ( رضي الله عنها ) فمر على بيت فاطمة فسمع حسينا يبكي ( رضي الله عنه ) فقال : ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني . تراه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يتأذى من بكاء ريحانته فما ظنك به ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا وجده قتيلا بالقتل الذريع ، مرملا بالدماء ، مجدلا على الرمضاء ، مكبوبا على الثرى ، معفر الخدين ، دامي الوريدين ، محزوز الرأس من القفا ، مسلوب العمامة والرداء ، سفت الريح عليه السفا والعفا . ما ظنك به ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما رآه مذبوحا عطشانا ظاميا وحيدا غريبا ، تفتت كبده من الظمأ ، ورضت أعضاؤه بحوافر الخيول . آه وألف آه ، يا أسفي عليه . الجسم منه بكربلاء مضرج * والرأس منه على القناة يدار يا لهفي عليه ، ويا لهفتاه ؟ سبي أهله كالعبيد ، وصفدوا بالحديد ، يساقون في الفلوات ، فوق أقتاب المطيات ، تلفح وجوههم حر الهاجرات . آه ، أسفي على بنات محمد . أصواتها بحت وهن نوادب يندبن قتلاهن بالايماء فكما دام حزن نبينا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مدى حياته ، وكدر صفو عيشه رزء ولده العزيز ، والأمر بعد لم يقع ، كذلك حقيق علينا وعلى كل من صدقه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وصدق في ولائه ، واستن بسننه ، أن يدوم توجعنا وتفجعنا بالمصاب الفادح ، ويكون
152
نام کتاب : سيرتنا وسنتنا نویسنده : الشيخ الأميني جلد : 1 صفحه : 152