واستدل بعضهم بآية * ( واتبع سبيل من أناب إلي ) * [1] وبآية * ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) * [2] وضعفه واضح . وأما الأخبار ، فمثل " لا تجتمع أمتي على الخطأ " [3] و " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق " [4] و " من سره أن يسكن بحبوحة الجنة فليكن مع الجماعة " [5] و " يد الله على الجماعة " [6] و " لا تزال طائفة من أمتي على الحق حتى تقوم الساعة " [7] و " من فارق الجماعة مات ميتة جاهلية " [8] . المسألة الثانية في أن قول المبتدع بما لا يتضمن كفرا كمن فسق فسقا فاحشا وأصر ، كالخوارج اجتاحوا الأنفس ، وأحرقوا الديار ، وسبوا الذراري ، واستباحوا الفروج والأموال ، هل يجب أن يعتبر على أصلهم أم لا ؟ فيه ثلاثة مذاهب : أحدها يعتبر مطلقا ، وثانيها لا يعتبر مطلقا ، وثالثها يعتبر في حق نفسه لا في حق غيره . اختار المحققون منهم الأول ، واستدل صاحب المختصر فيه على هذا المذهب بقوله : لنا الأدلة لا تنهض دونه انتهى . وهي كما ذكره ، لأنه لا يصدق على سبيل
[1] لقمان : 15 . [2] البقرة : 143 . [3] كنز العمال 1 : 206 برقم : 1029 . [4] كنز العمال 12 : 179 برقم : 34556 . [5] كنز العمال 1 : 207 برقم : 1023 . [6] كنز العمال 1 : 206 برقم : 1031 و 1032 . [7] كنز العمال 12 : 180 برقم : 34564 وغيره . [8] كنز العمال 1 : 207 .