responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سفينة النجاة نویسنده : الشيخ محمد بن عبد الفتاح ( سراب التنكابني )    جلد : 1  صفحه : 141


استحقاق منقبة ما بهذا لا يدل على بقاء استحقاقها دائما .
وبعضهم ذكر أن الأتقى في قوله تعالى * ( وسيجنبها الأتقى * الذي يؤتي ماله ) * [1] هو أبو بكر ، والأتقى لا يفعل أمرا يوجب دخول النار ، فلم يكن في أمر الخلافة غاصبا .
وفيه أنه نقل أن الأتقى في الآية هو أبو الدحداح ، حيث اشترى نخلة شخص لأجل جاره ، وقد عرض النبي ( صلى الله عليه وآله ) على صاحب النخلة نخلة في الجنة فأبى ، فسمع أبو الدحداح فاشتراها ببستان له ووهبها للجار ، فجعل له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بستانا عوضها في الجنة .
وفي المواقف وشرحه في الاستدلال على كون الآية في شأن أبي بكر : أنه يمنع قوله تعالى * ( وما لأحد عنده من نعمة تجزى ) * كون نزولها في شأن علي ( عليه السلام ) لأن عنده نعمة التربية ، لأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ربى عليا وهي نعمة تجزى ، والإجماع على أن هذا الأتقى هو أحدهما لا غير .
أقول : لم ينحصر نعمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في التربية [2] ، بل توفيق الإسلام وفضيلة



[1] الليل : 17 - 18 .
[2] فإن قلت : النعم التي وصلت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من التبليغ وما يتبعه إلى المؤمنين لا تجزى ، بدليل قوله تعالى * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * فالنعم المشتركة والمختصة التي ذكرتها ليست داخلة في النعم التي تحتاج إلى الجزاء ، لكن نعمة التربية لا تعلق لها بالنبوة والرسالة ، فهي نعمة تجزي ، فاختصاص أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بنعمة التربية مانع عن كون نزول آية * ( وما لأحد عنده من نعمة تجزى ) * في شأنه ( عليه السلام ) . قلت : تمسكك بآية * ( قل لا أسألكم ) * يدل على سؤال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جزاء نعمة التربية ، وهذا لا وجه له ، لأن كما أمته لا يطلبون الأجر والجزاء من أمثال تلك النعمة ، فكيف يليق نسبة طلب الجزاء إليه ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فإن قلت : لا أقول بسؤال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الأجر على التربية ، لكن أقول عدم سؤال الأجر عليها لا يستلزم عدم كونها مما يجزى ، فلا يلزمني القول بسلب صفة كمال اتصف بها كمل الأمة هي عدم سؤال الأجر عن مثل التربية عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى تستبعده ، بل أقول إن نعمة التربية نعمة تجزى ، أي يستحق بها الجزاء ، وآية * ( وما لأحد عنده من نعمة تجزى ) * تسلب أن يكون لأحد على من نزلت في شأنه نعمة تجزى ، أي يستحق بها الجزاء ، فلا يكون نزولها في شأنه ( عليه السلام ) . قلت : وأن أيضا لا أقول بسؤال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الأجر على التبليغ مثلا ، لكن أقول عدم سؤال الأجر عليه لا يستلزم عدم كونه مما يجزى ، فإن لم تقل بالتخصيص الذي ذكرته في الأصل لا يتحقق في واحد من المؤمنين ما يصدق في شأنه ظاهر قوله تعالى * ( وما لأحد عنده من نعمة تجزى ) * على أن ما نقل في موضعه من سبب نزول الآية يدل على عدم سؤال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الأجر المالي عليه ، وظاهر أن أحدا له أدنى تميز لا يقول بسؤال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المال التربية حتى تكون مانعا عن نزولها في شأن أمير المؤمنين ( صلى الله عليه وآله ) " منه " .

141

نام کتاب : سفينة النجاة نویسنده : الشيخ محمد بن عبد الفتاح ( سراب التنكابني )    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست