responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 78


هو به ، ونحن نعلم أن من أدرك هذه الحقيقة عرف التحقق ولم يخطر بباله كونه حسنا أو قبيحا ، فلم يدخل الحسن والقبيح إذا في صفاتهما الذاتية التي تحققت حقيقتهما ولا لزمتهما في الوهم بالبديهة . ( 1 ) يلاحظ عليه : بما مر من أن المراد من الذاتي ليس هو الذاتي المصطلح عليه في باب الإيساغوجي الذي يكون فيه إما جنسا للشئ أو فصلا كالحيوان أو الناطق بالنسبة إلى الإنسان ، وإنما المراد من الذاتي هنا ما يشبه الذاتي بباب البرهان ، وإن كان يفارقه من جهة كما أشرنا إليه سابقا ، والمراد أن الإنسان إذا عرض العدل والظلم على البعد الروحاني والبعد الملكوتي من نفسه يجد فيه تمايلا ورغبة في العدل وتنفرا من الكذب على وجه يستحسن ذوقه العدل ويقبح الظلم .
نعم تسمية هذا بالذاتي بباب البرهان لأجل الإيضاح .
الدليل الثامن : الاستدلال بالدليل النقلي ما اعتمد عليه العضدي في مواقفه والجرجاني في شرحه ، قال الأول : من السمع قوله تعالى : * ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) * .
وقال الثاني في شرحه : لو حسن الفعل أو قبح عقلا لزم تعذيب تارك الواجب ومرتكب الحرام سواء ورد في الشرع أو لا ، بناء على أصلهم من وجوب تعذيب من استحق إذا مات غير تائب ، واللازم باطل لقوله تعالى : * ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) * . ( 2 ) وحاصل الاستدلال : أنه لو كان العقل كافيا للتحسين والتقبيح ، وفي التالي في التثويب والتعذيب ، لزم أن يقول في قوله سبحانه : * ( رسلا مبشرين ومنذرين


1 - نهاية الإقدام : 372 . 2 - شرح المقاصد : 4 / 284 .

78

نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست