نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 77
فاعله على وجه الإطلاق ، بل تعلق علمه بصدور كل فعل عن فاعله حسب الخصوصيات المتوفرة فيه . وعلى ضوء ذلك تعلق علمه الأزلي بصدور الحرارة من النار على وجه الجبر ، بلا شعور ، كما تعلق علمه الأزلي بصدور الرعشة من المرتعش ، عالما بلا اختيار ، ولكن تعلق علمه سبحانه بصدور فعل الإنسان عن اختيار منه ، فتعلق علمه بوجود الإنسان وصدور فعله عنه اختيارا - فمثل هذا العلم - يؤكد الاختيار ويدفع الجبر عن ساحة الإنسان . وإن شئت قلت : إن العلة إذا كانت عالمة شاعرة ، ومريدة ومختارة كالإنسان ، فقد تعلق علمه بصدور أفعالها منها بتلك الخصوصيات وانصباغ فعلها بصبغة الاختيار والحرية ، فلو صدر فعل الإنسان منه بهذه الكيفية لكان علمه مطابقا للواقع غير متخلف عنه ، وأما لو صدر فعله منه عن جبر واضطرار بلا علم وشعور ، أو بلا اختيار وإرادة ، فعند ذلك يتخلف علمه عن الواقع . وأما الجواب على الدليل الثالث فحاصله : أن أبا لهب مكلف بالإيمان لكونه أمرا اختياريا له ، وأما الإخبار بعدم إيمانه فقد نزل به الوحي بعد ما ختم الله على قلبه ، وبالتالي لا يكون مكلفا بما جاء في القرآن من أنه لا يؤمن . الدليل السابع : تصور الصدق لا يلازم تصور الحسن ربما يتصور أنه لو كان الحسن والقبح ذاتيين لزم تصورهما عند تصور موضوعهما ، كالصدق والكذب مع أنا ربما نتصور الصدق والكذب ونحقق ماهيتهما ولا يخطر ببالنا حسن الأول وقبح الثاني ، وهذا هو الذي جعله الشهرستاني أساسا لإنكار الحسن والقبح العقليين ، قال : والذي يوضحه أن الصدق والكذب على حقيقة ذاتية لا تتحقق ذاتهما إلا بأن كانت تلك الحقيقة مثلا ، كما يقال أن الصدق إخبار عن أمر على ما هو به ، والكذب إخبار عن أمر على خلاف ما
77
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 77